صفقة محتملة بمليارات الدولارات: ميتا تقترب من استخدام رقائق غوغل لتحدي إنفيديا

تجري شركة ميتا محادثات لاستخدام الرقائق التي تصنعها غوغل ضمن جهودها في الذكاء الاصطناعي، في محاولة لتنويع مصادرها بعيدًا عن اعتمادها الكبير على إنفيديا، بحسب ما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الأربعاء نقلًا عن أشخاص مطلعين على المناقشات.
وتشير المعلومات إلى أن الصفقة المحتملة قد تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، لكنها ما زالت في مرحلة التفاوض وقد لا تصل إلى اتفاق نهائي. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ميتا ستستخدم هذه الرقائق، المعروفة بوحدات المعالجة التنسورية (TPUs)، في تدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي أو في مرحلة الاستدلال، وهي العملية التي يستخدم فيها النموذج المدرَّب قدرات حسابية أقل لتوليد الإجابات.
غوغل تعمل منذ سنوات على تحسين رقائقها وتوسيع هذا القطاع من أعمالها، فيما قد يشكّل أي اتفاق كبير مع ميتا اختراقًا يسمح لغوغل ومنافسين آخرين باستغلال ثغرة في هيمنة إنفيديا على السوق. وعلى إثر تسريب خبر المحادثات، تراجعت أسهم إنفيديا بنسبة 7% صباح الثلاثاء.
وقالت غوغل إن الطلب على خدمة Google Cloud يشهد "تسارعًا قويًا" لكلٍّ من وحدات TPUs المخصّصة ووحدات إنفيديا الرسومية (GPUs)، مؤكدة التزامها بدعم كلا النوعين. فيما امتنعت إنفيديا وميتا عن التعليق.
وصرّح آدم سوليفان، الرئيس التنفيذي لشركة مراكز البيانات Core Scientific، بأن "أكبر قصة في عالم الذكاء الاصطناعي اليوم هي المنافسة الحادة بين غوغل وإنفيديا"، مضيفًا أنهما في سباق لحجز أكبر قدر ممكن من سعة مراكز البيانات.
وتقوم كل من إنفيديا وغوغل بعرض ترتيبات تمويلية للمطورين والعملاء المحتملين لتسهيل شراء رقائقهما، فيما وصف سوليفان سباق الشركات بالقول: "هم لا يهتمون بكمية الإيرادات الآن… الأمر يتعلق بمن سيصل أولًا إلى الذكاء الاصطناعي العام AGI".
وكان موقع "ذي إنفورميشن" قد نشر لأول مرة خبر المحادثات بين غوغل وميتا ليلة الاثنين.
وصباح الثلاثاء، وبعد تراجع سهمها، نشرت إنفيديا تصريحًا عبر منصة X قالت فيه: "نحن سعداء بنجاح غوغل لقد حققوا تقدمًا كبيرًا في الذكاء الاصطناعي، ولا نزال نزوّدهم برقائقنا. إنفيديا تتقدم الجيل القادم من الصناعة فنحن المنصة الوحيدة القادرة على تشغيل كل نماذج الذكاء الاصطناعي وفي أي مكان تتم فيه العمليات الحسابية".
بدأت غوغل باستخدام شرائح TPU قبل نحو عقد من الزمن، في البداية لتسريع عمليات البحث داخل الشركة. وفي عام 2018، أتاحت لعملاء الحوسبة السحابية استخدام هذه الشرائح في عمليات التدريب والاستدلال. وفي الآونة الأخيرة، استخدمتها غوغل لتدريب وتشغيل نماذج "جيميني" للغة، كما باعتها لعملاء مثل شركة Anthropic التي تطوّر نموذج Claude. وقد أعلنت أنثروبيك الشهر الماضي أنها ستنفق بدءًا من العام المقبل عشرات المليارات لشراء ما يصل إلى مليون شريحة TPU ما يعادل نحو 1 غيغاواط من القدرة الحاسوبية لدعم أبحاثها وخدمة الطلب المتزايد على أدواتها للذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، فإن معظم النماذج اللغوية الضخمة في السنوات الأخيرة تم تدريبها باستخدام وحدات معالجة الرسوميات من إنفيديا، المصممة أساسًا لرسوميات الألعاب لكنها أصبحت حجر الأساس للذكاء الاصطناعي بفضل قدرتها على تنفيذ مليارات العمليات الحسابية المتوازية.
رقائق إنفيديا تُستخدم اليوم من قِبل آلاف مطوري التطبيقات عبر السحابة أو مباشرة من خلال مراكز البيانات الضخمة. أما شرائح غوغل TPU فهي من نوع الدارات المتكاملة ذات التطبيقات المحددة (ASICs)، أي أنها مصممة خصيصًا لمهام معينة، ما يجعلها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
ويرى محللون ومستثمرون ومشغّلو مراكز البيانات أن شرائح غوغل TPU هي واحدة من أبرز التهديدات لهيمنة إنفيديا في سوق الذكاء الاصطناعي، لكن لتتمكّن غوغل من تحدي إنفيديا فعليًا، عليها توسيع بيع هذه الشرائح لعدد أكبر من العملاء الخارجيين.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة News Corp، مالكة صحيفة وول ستريت جورنال، لديها اتفاق تجاري لتزويد منصات غوغل بالمحتوى.
