سلسلة هجمات إلكترونية... تشل مؤسسات بريطانية وتظهر تصاعد المخاطر الرقمية

هجومٌ إلكتروني أصاب ثلاثة مجالس للبلديات في لندن، متسببًا في شلل عدد من خدماتها ودافعًا إياها إلى تفعيل خطط الطوارئ لضمان استمرار العمل.
وأفاد مجلس كنسينغتون وتشيلسي الملكي ومجلس مدينة وستمنستر في بيان مشترك يوم الثلاثاء، بأن الجهود مستمرة لإعادة تشغيل أنظمة الحاسوب بعد اكتشاف الهجوم الإلكتروني قبل يوم واحد، بينما ذكر مجلس هامرسميث وفولهام أنه تأثر بدوره بالحادث.
فيما بيّن مجلس كنسينغتون وتشيلسي على موقعه الإلكتروني الأربعاء، أن تأثير الهجوم ما زال يطال ويمسّ مجموعة من الخدمات الأساسية, بحسب بلومبيرغ.
وتطرأ البلديات في المملكة المتحدة بمهام مهمة وضرورية تتعلق بخدمات المواطنين، مثل جمع النفايات والتعليم والرعاية الاجتماعية والإسكان، كما تعتمد المجالس الثلاثة على جزء من البنية التقنية نفسها. وعلى الرغم من قدرة كنسينغتون وتشيلسي ووستمنستر على مواصلة تقديم الخدمات الضرورية للفئات الأكثر حاجة، فقد وجّه المجلسان تحذيراً للسكان من إمكانية حدوث تأخير في إنجاز الطلبات، لافتين إلى أن خطوط الهاتف تأثرت أيضاً بالعطل.
كما ذكر مجلس مدينة وستمنستر في بيانه أن الوقت لا يزال غير كافٍ لمعرفة الجهة المسؤولة عن الهجوم أو دوافعها، موضحًا أن التحقيقات جارية للتأكد مما إذا كانت أي بيانات قد تعرضت للاختراق. وأشار المجلس إلى أن فرق تكنولوجيا المعلومات واصلت العمل طوال الليل، وتمكنت من تطبيق سلسلة من التدابير الوقائية مع التأكيد على إبقاء الأنظمة تحت المراقبة المستمرة تحسبًا لأي مشكلات جديدة طارئة, بحسب ما ذكرته بلومبيرغ.
كما أوضح متحدث باسم المجلس أن طبيعة الهجوم لم تتحدد بعد، ولا يتضح ما إذا كان مرتبطًا ببرامج الفدية، وهي برمجيات خبيثة يستخدمها القراصنة لقفل الأنظمة وابتزاز الجهات المستهدفة ماليًا.
والجدير بالذكر أن المملكة المتحدة خلال العام الجاري تعرضت لموجة لافتة من الهجمات الإلكترونية إذ واجهت سلسلتا Marks & Spencer وCo-Op في فصل الصيف اضطرابات أثّرت على متاجرها ومبيعاتها عبر الإنترنت، فيما وجدت Jaguar Land Rover نفسها مضطرة لتعليق الإنتاج لأكثر من شهر عقب هجوم سيبراني كبير وقع في اب/ أغسطس.
وفي مطلع الشهر الحالي أصدرت الحكومة البريطانية تقريرًا بحثيًا قدّر حجم الخسائر السنوية الناجمة عن الهجمات الإلكترونية في البلاد بنحو 14.7 مليار جنيه إسترليني (19.4 مليار دولار), بحسب ما أوردته بلومبيرغ.
