هجمات أوكرانية جديدة على البنية النفطية الروسية في البحر الأسود
استهدفت أوكرانيا للمرة الثالثة هذا الشهر منشآت طاقة روسية حساسة على البحر الأسود، في تصعيد لافت تزامن مع حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «تقدّم كبير» في مبادرته للسلام، وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ. وقد أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية عبر بيان على «تلغرام» أنّ قواتها «أصابت بنجاح» محطة شيسخاريس النفطية في مدينة نوفوروسيسك ومصفاة تуапسه التابعة لشركة «روسنفت»، بحسب ما ورد في تقرير بلومبيرغ.
وأشارت الوكالة إلى أنّ هذه الادعاءات لم تُتحقق بشكل مستقل، فيما لم تُعلّق بعد شركة ترانس نفـت المشغّلة لمحطة شيسخاريس أو شركة روسنفت المالكة لمصفاة توابسه على ما جرى، وفق ما ذكرت بلومبيرغ. ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة ضربات أوكرانية تصاعدية ضد البنية التحتية للطاقة الروسية، تشمل المصافي وخطوط الأنابيب ومحطات التحميل، في محاولة لخفض إيرادات موسكو وإضعاف قدرتها على تمويل الحرب، بحسب تحليل الوكالة.
وفي المقابل، لفتت بلومبيرغ إلى أنّ روسيا كثّفت بدورها ضرباتها ضد السكان والمنشآت المدنية الأوكرانية، لا سيّما محطات الكهرباء والبنية التحتية الحيوية مع اقتراب فصل الشتاء. وأكدت الوكالة أنّ هذه هي المرة الثالثة التي تتعرض فيها منشآت النفط الروسية على البحر الأسود لهجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية خلال نوفمبر، مشيرةً إلى أنّ هجمات سابقة في الثاني والرابع عشر من الشهر ذاته أدت إلى توقفات مؤقتة في عمليّات محطة شيسخاريس ومصفاة توابسه.
وأضافت بلومبيرغ أنّ وزارة الدفاع الروسية أعلنت اعتراض وإسقاط 116 طائرة مسيّرة فوق البحر الأسود، و76 مسيّرة أخرى فوق إقليم كراسنودار، حيث تتركز معظم البنية التحتية للطاقة في جنوب روسيا. ووصَف حاكم كراسنودار الوضع في مدينة نوفوروسيسك الساحلية بأنه «الأكثر تعقيداً» في منشوره على تلغرام، وفق ما نقلته الوكالة.
كما أشارت بلومبيرغ إلى أنّ توقيت الضربات تزامن مع اجتماعات بين مسؤولين روس ووزير الجيش الأميركي دان دريسكول في أبوظبي، يومي الاثنين والثلاثاء. ونقلت الوكالة أنّ الرئيس ترامب تحدث عبر منصات التواصل عن «تقدم كبير» في مسودة اتفاق السلام التي طُرحت مطلع الشهر.
وتؤكّد بلومبيرغ أنّ منشأة شيسخاريس في ميناء نوفوروسيسك تُعدّ محطة التصدير الرئيسية للنفط الخام الروسي عبر البحر الأسود، فيما تُعتبر مصفاة تуапسه، بطاقة تصميمية تقارب 240 ألف برميل يومياً، مركزاً أساسياً لتصدير زيت الوقود والنافثا والديزل.
كما نقلت الوكالة عن مشغّل اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين (CPC) وهو المسار الرئيسي لصادرات النفط الكازاخستاني إلى جانب جزء من الخام الروسي أن تحميلات النفط توقفت بشكل مؤقت عقب الهجمات، وهو توقّف عادة ما يكون قصير الأمد ومرتبطاً برفع الإنذارات الخاصة بالطائرات المسيّرة، بحسب تصريحات سابقة للمشغّل نقلتها بلومبيرغ.