Contact Us
Ektisadi.com
سيارات ونقل

طوفان الأمطار في لبنان... الشوارع بحيرات والدولة خارج التغطية

بعبدا
طريق المطار
سيول
1 / 3

تجمع للمياه على طريق الشفروليه وعناصر من مفرزة سير بعبدا تعمل على المعالجة (سوشال ميديا)

شهد لبنان اليوم أمطارًا غزيرة وعواصف قوية أدت إلى فيضانات وسيول جارفة في معظم المناطق، محوّلة الطرقات والمفارق إلى مسابح مؤقتة، ما تسبب في اختناقات مرورية خانقة خصوصًا في المناطق المنخفضة مثل الأوزاعي - نفق كوستا براڤا ودوار السمكة ومفرق الشفروليه – لميك ومستديرة الجندولين. كما غمر طريق المطار أجزاء من النفق وتحولت بعض الطرقات إلى قنوات مائية مؤقتة، فيما توقفت السيارات وتعطّلت حركة السير، في مشاهد أصبح اللبنانيون يروها مع كل موسم أمطار، وكأن الدولة خصصت شوارعها لتكون مسابح موسمية مجانية.

وأشار المتخصص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر إلى أن مؤشرات عدم الاستقرار بدأت منذ ساعات الفجر قبل أن تتصاعد حدة العاصفة صباح اليوم، مؤكدًا أن الأمطار الغزيرة تسببت في ارتفاع منسوب المياه في الشوارع وتكرار حالات الانسداد المروري. وأضاف خنيصر أن نسبة الصواعق بلغت نحو 60% خلال ذروة المنخفض، ما زاد من الأصوات العالية والومضات المصاحبة للعاصفة، مع توقع أن يبدأ المنخفض بالتراجع تدريجيًا مساء اليوم، مع استمرار بعض الزخات المحلية في البقاع والمناطق الجبلية قبل عودة الاستقرار النسبي خلال الليل. وأوضح أن ما يحدث يندرج ضمن التقلّبات الحادة الناتجة عن التغير المناخي، متوقعًا أن يكون لبنان مقبلاً على سلسلة منخفضات جوية مطلع كانون الأول.

أما الحدث الأكبر، فكان ما شهدته وزارة العمل في المشرفية، التي غمرت المياه مداخلها وحوصرت الموظفين والمراجعين، ليصبح المبنى مركزًا مؤقتًا لتدريب السباحة الطارئة. وعلى إثر ذلك، تابع وزير العمل محمد حيدر موضوع تعطل سير العمل، وأصدر التوجيهات اللازمة لمعالجة الخلل، ما سمح باستئناف تقديم الخدمات للمواطنين سريعًا. كما شكر موظفي الوزارة وبلدية الغبيري على تعاونهم السريع والفعّال، رغم أن المبنى لا يتبع للبلدية عقاريًا، ما يعكس تنسيقًا مسؤولًا بين الإدارات الرسمية والبلديات.

وتداول اللبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لمراكب وزوارق صغيرة تبحر في الشوارع المغمورة بالمياه، مضيفين لمسة من الفكاهة المريرة على مشهد الفيضانات، وكأن كل شارع أصبح مسبحًا شخصيًا مؤقتًا في انتظار حلول حقيقية للبنية التحتية. وأكدت وزارة الأشغال العامة، بقيادة الوزير فايز رسامني، الجهوزية التامة وسرعة التدخل لمعالجة تجمعات المياه، ما ساهم في استعادة حركة المرور تدريجيًا وإعادة فتح الطرقات المغمورة إلى حدّ ما في مناطق خلدة ونفق المطار ومداخل بيروت.