حرب التقييم الائتماني: قرار بولتي يهدّد برفع تكاليف المقترضين بعد تراجع FICO بـ16%

هزّ مدير الوكالة الفيدرالية لتمويل الإسكان FHFA، بيل بولتي، صناعة تقييم الائتمان في الولايات المتحدة بعد أن أعلن عبر منشور من 121 حرفًا على منصة X عن تغيير جذري في النظام الذي يحدد أحد أهم القرارات المالية في حياة الأميركيين: الحصول على قرض عقاري، وذلك وفق تقرير نشرته بلومبيرغ اليوم الثلاثاء.
فمنذ عقود، يهيمن نظام FICO على تقييم الجدارة الائتمانية للمقترضين، إذ تعتمد وكالات التقارير الائتمانية الثلاث الكبرى إكويفاكس، إكسبريان، وترانس يونين على خوارزمية مرخّصة من شركة Fair Isaac Corp. لإنشاء ملف ائتماني موحّد يُستخدم في تقارير “الدمج الثلاثي” التي يستند إليها المقرضون لتحديد منح القرض وسعر فائدته.
لكن بولتي، الذي يُعرف بأسلوبه الحاد ويُلقّب أحيانًا بـ"ترامب الصغير"، أعلن أن القروض العقارية المدعومة من Fannie Mae وFreddie Mac ستبدأ بقبول التقييم المنافس VantageScore Solutions LLC وهو بديل ظلّ لسنوات لاعبًا هامشيًا في سوق القروض السكنية.
هذا القرار أشعل “حرب تقييمات الائتمان”، إذ تبادلت الشركات الاتهامات بالسلوك المناهض للمنافسة وبدأت بإطلاق نماذج تسعير جديدة أدت إلى تذبذب أسهمها بشكل حاد. ومع احتدام الصراع، يبرز اتجاه واضح: قد ترتفع التكاليف على المستهلكين. ويقول Surinder Thind، محلل في Jefferies Financial Group: "FICO وشركات البيانات الائتمانية في حالة مواجهة مباشرة."
هيمنة FICO والصراع الجديد
منذ إطلاقه عام 1989، أصبح FICO معيارًا موحدًا لتقييم الجدارة الائتمانية، وفرضت Fannie وFreddie استخدامه على جميع القروض العقارية المطابقة. ومع مطلع الألفية، بدأ خبراء ينتقدون تحوّل FICO إلى “احتكار فعلي”.
ورغم ظهور VantageScore عام 2006، لم ينجح في دخول السوق العقارية بسبب رفض Fannie وFreddie اعتماده، فتراجع دوره إلى القروض الشخصية وفحوصات الائتمان المجانية. ويصفه المحلل Rajiv Bhatia: "FICO يشبه علامة SAT في قبول الجامعات معيار ثابت يصعب التخلي عنه."
قفزات الأسعار والضغط على المستهلكين
في 2018، رفعت FICO أسعار خدمتها لأول مرة منذ سنوات طويلة من 50 سنتًا إلى 4.95 دولارات حاليًا. وقالت الشركة إن التسعير كان أدنى بكثير من القيمة الفعلية التي يُستفاد منها في قطاع القروض العقارية. وقفز سهم الشركة بأكثر من 1000% مع هذه الزيادات.
وارتفع سعر تقرير الدمج الثلاثي للمقترضين من حوالي 20 دولارًا إلى نحو 80 دولارًا اليوم، بحسب تقديرات المحللين. ورغم أن هذه الزيادة لا تزال جزءًا صغيرًا من متوسط تكاليف الإقفال التي تبلغ 4,700 دولار، إلا أن البيت الأبيض يسعى لتخفيف تكاليف السكن مهمة يتصدرها بولتي.
ويقول بولتي: "الأسعار ترتفع في سوق ظلت محصّنة من المنافسة لعقود. إدخال نموذجين جديدين وأكثر دقة سيكسر الوضع المكلف الحالي."
من بولتي رجل أعمال... إلى صانع سياسات بنبرة هجومية
بولتي، البالغ 37 عامًا، هو حفيد مؤسس PulteGroup، وسبق أن بنى ثروة لا تقل عن 190 مليون دولار عبر الاستثمار في قطاعات البناء. وفي السنوات الأخيرة، اكتسب شهرة على مواقع التواصل بترويجه لأسهم الميم.
منذ توليه رئاسة FHFA، اعتمد أسلوبًا صداميًا قريبًا من نهج ترامب، ما أثار قلق المصرفيين التنفيذيين في قطاع الإسكان. وهاجم علنًا رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا إيّاه بـ"المجنون" لأنه لا يخفض الفائدة سريعًا.
إعلان بولتي قبول VantageScore كان بمثابة “انفجار” داخل سوق تقييمات الائتمان. وعندما انتقد علنًا رفع FICO الأسعار في مايو، تراجعت أسهم الشركة بنسبة 16% فورًا، وتراجعت أكثر بعد إعلانه إلزام FICO بالتنافس على تقييم القروض المطابقة.
