النفط الروسي يتراجع للأسبوع الخامس إثر العقوبات الأميركية وإنخفاض الأسعار

واصلت شحنات النفط الخام الروسي المنقولة بحرًا تراجعها للأسبوع الخامس، في وقت تتعرض فيه أسعار الخام الروسي لضغوط إضافية بعد العقوبات الأميركية على أكبر شركتين نفطيتين في البلاد، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي نقلتها بلومبيرغ اليوم الثلاثاء.
وقالت بلومبيرغ أن الصادرات الروسية بلغت 3.25 مليون برميل يوميًا خلال الأسابيع الأربعة حتى 23 تشرين الثاني/نوفمبر، بإنخفاض يقدر بنحو 110 آلاف برميل يوميًا عن الفترة المنتهية في 16 تشرين الثاني/نوفمبر. وأضافت أن التدفقات تراجعت بنحو 530 ألف برميل يوميًا منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، عقب إعلان الولايات المتحدة عقوبات على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل".
ويأتي التراجع الأخير وسط تحركات دبلوماسية مكثفة بشأن خطة سلام أميركية محتملة لأوكرانيا، وهي خطة قالت كييف وحلفاؤها الأوروبيون أنها تحتاج إلى مزيد من التطوير قبل أن تصبح أساسًا للتسوية. وفي الوقت الذي توجد فيه وفود أميركية وروسية في أبوظبي لإجراء محادثات، نفذت موسكو وكييف ضربات جوية ليلًا، شملت هجمات على موانئ البحر الأسود الروسية، بحسب ما أوردته بلومبيرغ.
وخلال الفترة نفسها، أظهرت بيانات بلومبيرغ أن المصافي الهندية بدأت البحث عن موردين بديلين مع سريان العقوبات، ما أدى إلى بقاء كميات أكبر من الخام الروسي عالقة في البحر، إضافة إلى توسع عمليات النقل من سفينة إلى أخرى وإخفاء إشارات المواقع حول الموانئ، في مؤشر على تزايد إعتماد موسكو على شبكات النقل غير التقليدية.
وأضافت بلومبيرغ أن إنخفاض التدفقات ترافق مع تراجع جديد في أسعار خام الأورال، ما دفع إيرادات الكرملين إلى نحو 1.13 مليار دولار أسبوعيًا، وهو أدنى مستوى في عامين ونصف. وتابعت أن الخام الروسي يتعرض لضغوط شديدة بعد تقلص الطلب الهندي، إذ كانت الهند تستقبل ما لا يقل عن ثلاثة أرباع صادرات خام الأورال في الأشهر الماضية، لكن توجه مصافيها نحو مصادر بديلة أجبر المصدّرين الروس على طرح الخام بأرخص سعر خلال عامين على الأقل.
وأشارت البيانات إلى أن عدة ناقلات غيرت وجهتها بعيدًا عن الساحل الغربي للهند، ما أطال مسار رحلاتها وزاد كمية النفط الروسي العالق في البحر بنسبة 17% منذ نهاية آب/أغسطس لتصل إلى 171 مليون برميل بحلول 23 تشرين الثاني/نوفمبر. وقالت بلومبيرغ أن الرقم مرشح للإرتفاع مع صعوبة تفريغ الشحنات بعد انقضاء مهلة 21 تشرين الثاني/نوفمبر الخاصة بوقف التعامل مع الشركتين الخاضعتين للعقوبات.
ورغم القيود، أظهرت بيانات بلومبيرغ أن ناقلات واصلت تفريغ الخام الروسي، إذ فرغت خمس سفن شحناتها في الموانئ الهندية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما تتجه 19 ناقلة أخرى إلى الهند، من دون وضوح الجهة المورّدة للشحنات. ومع العقوبات السابقة على سورغوت نفط غاز وغازبروم نفط، بات عدد الشحنات الروسية غير الخاضعة للعقوبات محدودًا.
وأظهرت بيانات التتبع وتقارير وكلاء الموانئ أن 31 ناقلة حمّلت 23.52 مليون برميل من الخام الروسي في الأسبوع المنتهي في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، إرتفاعًا طفيفًا من 23.06 مليون برميل حُمّلتها نفس عدد السفن خلال الأسبوع السابق.
