قفزة تقنية تشعل صعود وول ستريت

افتتحت الأسهم الأميركية تعاملات يوم الاثنين على ارتفاع ملحوظ، إذ واصلت أسهم التكنولوجيا تعويض خسائر الأسبوع الماضي، فيما يستعد المتعاملون لأسبوع قصير تزدحم فيه البيانات الاقتصادية. وبحسب بلومبيرغ اليوم الاثنين، ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 1.6% حتى منتصف جلسة نيويورك، بينما قفز مؤشر ناسداك 100 ذو الثقل التكنولوجي بنسبة 2.5%. أما مؤشر التقلب VIX فاستقر حول مستوى 21. وفي المقابل، بدأ بتكوين الأسبوع على تراجع ضمن مسار هبوطي يضعه في طريقه نحو أسوأ شهر منذ عام 2022.
وقال جو مازولا، رئيس استراتيجية التداول والمشتقات في Charles Schwab، إن “هناك الكثير من الحركة قبل أن يستمتع المستثمرون بعطلة عيد الشكر”، مضيفًا أن الزخم الذي بدأ يوم الجمعة استمر مع افتتاح اليوم، وأن يومي الاثنين والثلاثاء قد يشكلان الصورة الكاملة لهذا الأسبوع.
ويتجه شهر تشرين الثاني/نوفمبر نحو إنهاء سلسلة مكاسب امتدت عدة أشهر لمؤشري S&P 500 وناسداك 100، إذ دفعت مخاوف التقييمات المرتفعة، واستدامة موجة الذكاء الاصطناعي، ومسار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي، المستثمرين لاعتماد نهج أكثر حذرًا.
وشهد الأسبوع الماضي تقلبات حادة، حيث سجّل S&P 500 أكبر انعكاس يومي منذ اضطرابات الرسوم الجمركية في نيسان/ أبريل، كما انخفض المؤشر دون متوسطه المتحرك لـ100 يوم للمرة الأولى منذ شباط/ فبراير. وتضررت أسهم التكنولوجيا بشكل لافت رغم إعلان إنفيديا عن توقعات إيرادات قوية، إلا أن القطاع بدأ الارتداد يوم الجمعة وعاد لدفع السوق صعودًا.
ويرى برينت شوت، رئيس الاستثمار في Northwestern Mutual Wealth Management، أن “استراتيجية شراء الانخفاضات” التي تعززت خلال 15 عامًا منذ الأزمة المالية العالمية إلى جانب تزايد احتمالات خفض الفائدة، هي ما يدعم انتعاش أسهم التكنولوجيا.
ويعتقد ديفيد لوت، رئيس الاستثمار في Kerux Financial، أن التصحيح الأخير في تشرين الثاني/نوفمبر يمهّد لارتداد في كانون الأول/ديسمبر، خصوصًا وأن المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وضعف سوق العمل لم تتحقق بالشكل المتوقع، ما يشير إلى “تراجع طبيعي” وليس بداية تصحيح عميق.
وفي مذكرة حديثة، دعا المحلل دانيال آيفز من Wedbush المستثمرين إلى التزام الهدوء أمام تراجعات القطاع، معتبرًا إياها “لحظة ذعر قصيرة”، ومؤكدًا أن كثرة المخاوف من أسعار الفائدة إلى سوق العمل تشير إلى استمرار السوق الصاعدة.
من جانبه، يرى مايكل ويلسون، كبير استراتيجيي Morgan Stanley، أن السوق ربما يقترب من نهاية موجة البيع، معتبرًا أن أي ضعف إضافي قد يشكل فرصة لإضافة مراكز طويلة لعام 2025.
ترقب لقرار الفيدرالي
ومع اقتراب اجتماع كانون الأول/ ديسمبر، يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية “متأخرة” تعود لفترة ما بعد الإغلاق الحكومي، بحثًا عن دلائل على مسار الفائدة. لكن تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، يوم الجمعة التي لمح فيها لإمكانية خفض الفائدة قريبًا مع تباطؤ سوق العمل أعطت الأسواق دفعة جديدة.
وأشار محللو Evercore ISI إلى أن عدم صدور أي نفي من القيادة العليا للفيدرالي يوحي بأن تصريحات ويليامز “موافَق عليها من باول” وتشير إلى نية تمرير خفض في كانون الأول/ديسمبر. ووفق بيانات المقايضات، قام المتعاملون بتسعير خفض الفائدة بالكامل تقريبًا منذ يوم الجمعة، بعدما كانت احتمالات الخفض تدور حول 40% الأسبوع الماضي.
تحركات الشركات
ارتفعت أسهم Morgan Stanley بعد رفع تصنيفها في Wolfe Research، وقفز سهم Biogen بعد إعلان Novo Nordisk فشل النسخة الدوائية من Ozempic في إبطاء تطور الزهايمر. أما أسهم Performance Food Group فانخفضت عقب إعلان US Foods إيقاف مساعي الاندماج معها.
