قفزة بـ10 أضعاف في صادرات الذهب و47% في اللحوم... أستراليا تحقّق أكبر تحسّن تجاري مع الولايات المتحدة منذ 21 عاماً

تبدو أستراليا وكأنها المستفيد الهادئ من حملة الرسوم الجمركية التي تتبعها إدارة ترامب، إذ أدى الارتفاع القوي في صادرات الذهب واللحوم إلى تعزيز ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة. فقد تمكنت الدولة الغنية بالموارد الطبيعية من تقليص عجزها التجاري مع واشنطن إلى أدنى مستوى له منذ 21 عاماً، بحسب تقديرات بلومبيرغ إيكونوميكس. وجاء ذلك في وقت قفزت فيه صادرات الذهب الأسترالي إلى الولايات المتحدة نحو عشرة أضعاف خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في أيلول/سبتمبر، فيما ارتفعت شحنات اللحوم بنسبة 47% في الفترة ذاتها.

وكتب الاقتصادي في بلومبيرغ إيكونوميكس جيمس ماكنتاير في مذكرة أن "هذه ليست المرة الأولى التي تستفيد فيها الدولة الجزيرة ذات الاقتصاد الصغير والمفتوح من تحولات مفاجئة أمام شريك تجاري أكبر. فتنوع السلع الأساسية في أستراليا يجعلها في موقع مميز للاستفادة من التغيّرات العالمية".

وكانت صادرات الذهب المحرك الأكبر لهذا التحسن، إذ باعت أستراليا خلال العام المنتهي في سبتمبر نحو 16.4 مليار دولار أسترالي نحو 10.6 مليارات دولار أميركي من الذهب للولايات المتحدة، مقارنة بـ1.6 مليار دولار فقط في العام السابق. أما منتجو اللحوم الأستراليون، الذين كان يُتوقع أن يتضرروا من الرسوم التي فرضتها إدارة ترامب، فقد وجدوا أنفسهم في وضع أفضل من منافسيهم، بما في ذلك كبار المورّدين في البرازيل الذين واجهوا رسوماً جمركية أعلى. ومع ذلك، قد لا يستمر هذا التفوق طويلاً، بعدما رفعت إدارة ترامب رسماً أساسياً على واردات اللحوم من البرازيل بهدف تخفيف ضغوط تكاليف المعيشة، وفقاً لـبلومبيرغ إيكونوميكس.

ورغم ذلك، قد يبقى الدعم الناجم عن مبيعات الذهب قائماً لفترة أطول، إذ من المتوقع أن يضيف "نحو 15 مليار دولار أسترالي ما يعادل 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي إذا بقيت الأسعار مرتفعة حتى عام 2026"، بحسب ماكنتاير.