Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

طفرة الذكاء الاصطناعي تدعم الاقتصاد الأميركي…وسط تصاعد المخاطر

freepik__the-style-is-candid-image-photography-with-natural__33118

أظهرت الاضطرابات التي ضربت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي خطرًا أوسع يهدد الاقتصاد الأميركي، فقد بات النمو الاقتصادي مرتبطًا بدرجة كبيرة بإنفاق الشركات على الذكاء الاصطناعي، إلى حد أن أي تباطؤ أو انفجار فقاعة محتمل قد يجرّ معه الاقتصاد بأكمله، وفق ما أفادت وول ستريت جورنال اليوم الاثنين.

تشير التقديرات إلى أن استثمارات الشركات في الذكاء الاصطناعي شكّلت ما يصل إلى نصف النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال الأشهر الستة الأولى من العام. كما أدى ارتفاع أسهم شركات الذكاء الاصطناعي إلى زيادة ثروات الأسر، ما انعكس على ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي في الأشهر الأخيرة.

وقال بيتر بريزين، كبير الاستراتيجيين العالميين في شركة BCA Research: "من المرجّح جدًا أن الاقتصاد كان سيدخل في حالة ركود بالفعل لولا طفرة الذكاء الاصطناعي."

عند استبعاد إنفاق الذكاء الاصطناعي، تبدو الحالة الاقتصادية الأميركية أضعف بكثير. فرغم أن نمو الوظائف تجاوز التوقعات في أيلول/ سبتمبر، إلا أن وتيرة خلق الوظائف تباطأت، وارتفع معدل البطالة تدريجيًا. وتشير بيانات دويتشه بنك إلى أن استثمار الشركات الخاصة باستثناء فئات الذكاء الاصطناعي ظل شبه ثابت منذ 2019. كما تراجع نشاط البناء التجاري خارج نطاق مراكز البيانات، بما يشمل مراكز التسوق والمكاتب.

قال ستيفن جونو، الخبير الاقتصادي في بنك أوف أميركا: "الذكاء الاصطناعي هو مصدر الاستثمار الوحيد المتبقي حاليًا."

يتوقع بنك أوف أميركا أن أربع شركات فقط مايكروسوفت، أمازون، ألفابت، وميتا ستنفق 344 مليار دولار على النفقات الرأسمالية هذا العام، أي ما يعادل 1.1% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ228 مليار دولار عام 2024.

وتُقدّر باركليز أن الاستثمار في البرمجيات والمعدات الحاسوبية ومراكز البيانات زاد النمو بنحو نقطة مئوية كاملة في النصف الأول من 2025. ورغم أن معظم شرائح المعالجات (مثل شرائح إنفيديا) تُستورد من الخارج، ما يقلل من إسهامها المباشر في الإنتاج المحلي، فإن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي لا يزال قد ساهم بنحو 0.8% من النمو السنوي في الفترة نفسها.
وبما أن الاقتصاد نما بنسبة 1.6%، فهذا يعني أنه من دون الذكاء الاصطناعي كان النمو سيهبط إلى 0.8% فقط.

رغم أن بعض الشركات سارعت إلى الشراء قبل فرض الرسوم الجمركية، يتوقع المحللون استمرار نمو الإنفاق العام المقبل ولكن بوتيرة أبطأ. فقد أعلنت إنفيديا هذا الأسبوع أنها تتوقع 65 مليار دولار من المبيعات في الربع الأخير، بينما يتوقع بنك أوف أميركا أن تنفّذ الشركات الأربع الكبرى 404 مليارات دولار إضافية من الإنفاق الرأسمالي العام المقبل.

أثر محدود على الوظائف… واستثناء واحد

رغم الفورة، لم ينعكس الذكاء الاصطناعي على سوق العمل كما حدث في فقاعة الإنترنت أواخر التسعينيات. فالتوظيف التقني تراجع منذ 2022، ومراكز البيانات عند اكتمالها توظف أعدادًا قليلة من الأشخاص.
ومع ذلك، هناك قطاعات تستفيد، أبرزها قطاع البناء، حيث أصبحت مراكز البيانات تشكل نحو 35% من مشروعات شركة Turner Construction في الولايات المتحدة، ارتفاعًا من 13% قبل خمس سنوات.

وقال بن كابلان، المدير الإداري لمجموعة التكنولوجيا المتقدمة في الشركة: "بناء مركز بيانات واحد يحتاج ما بين 100 إلى 5000 عامل."
وأضاف أن سلاسل التوريد تعاني ضغطًا شديدًا، مع امتداد أوقات التسليم لمعدات كهربائية رئيسية لعدة أشهر.

تعتمد الشركات والأسر على طفرة الذكاء الاصطناعي، لكن ذلك يرافقه خطر تضخم التقييمات، إذ وصلت نسب السعر إلى الأرباح لمستويات تاريخية مرتفعة.
وإذا خابت التوقعات بشأن الأرباح، قد تهبط الأسهم ويتراجع الاستثمار. وقد تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2% الأسبوع الماضي وسط مخاوف من فقاعة، رغم ارتفاعه 1% يوم الجمعة.