سوق السندات الأميركي يحقق أفضل أداء منذ 2020

شهد سوق السندات الأميركي خلال العام الجاري ارتفاعًا قويًا، ليكون أفضل أداء له منذ عام 2020، لكن المستثمرين يجدون أنفسهم الآن في حالة ترقب لمعرفة ما إذا كانت سندات الخزانة ستتمكن من الحفاظ على مكاسبها المذهلة أم ستشهد تراجعات في الفترة المقبلة.
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات الأسبوع الماضي، لتقترب من مستوى 4%، بعد تقلبات حادة في أسواق الأسهم والعملات الرقمية، الأمر الذي دفع المستثمرين نحو السندات كملاذ آمن. وأدى أيضًا تصريح جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إلى تعزيز الطلب على السندات، حيث أعاد إشعال التوقعات بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة الشهر المقبل.
مع اقتراب عطلة عيد الشكر التي اختصرت أيام التداول هذا الأسبوع، يتجه مؤشر بلومبيرغ لسندات الخزانة الأمريكية نحو تحقيق مكاسب طفيفة في نوفمبر، بعد أن سجل ارتفاعات في ثمانية من الأشهر العشرة الماضية. ومع ذلك، يبقى السوق محصورًا دون مستويات الأسعار التي سجلها في أكتوبر، فيما تتراوح العوائد ضمن نطاق محدود نسبيًا، مما يعكس حالة من التردد والانتظار بين المستثمرين.
ويشير مراقبون للسوق إلى أنه في حال عدم حدوث موجة جديدة من عمليات البيع للأصول عالية المخاطر، ومع غياب بيانات اقتصادية كبيرة حتى بعد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في كانون الأول/ديسمبر، فمن المرجح أن يظل الوضع على ما هو عليه في المستقبل المنظور.
وقالت كاثي جونز، كبيرة استراتيجيي الدخل الثابت في تشارلز شواب: “لتحقيق ارتفاع ملموس في سوق السندات، سيحتاج المستثمرون إلى بيانات اقتصادية قوية وواضحة، توفر دليلاً على اتجاه الاقتصاد وتضخم الأسعار.”
وقد بقي سوق السندات الأميركي، الذي تبلغ قيمته حوالي 30 تريليون دولار، في نطاق تداول ضيق خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب غياب إشارات واضحة بشأن سوق العمل والتضخم، وهو ما أدى إلى انقسام بين صناع القرار في الاحتياطي الفيدرالي وجعل احتمالية خفض ثالث متتالي لأسعار الفائدة أقل يقينًا مما كان متوقعًا في السابق.
وقال كيفن فلاناغان، رئيس استراتيجيات الدخل الثابت في WisdomTree: “لا يوجد حاليًا أي محفز قوي يدفع السندات لأجل 10 سنوات للانخفاض دون مستوى 4% مرة أخرى.” وأضاف: “على طول منحنى العائد، تبدو سندات الخزانة وكأنها عالقة في مكانها، دون قدرة على الاختراق نحو مستويات جديدة.”
ويعكس هذا التردد أيضًا في مؤشر تقلبات سوق السندات، حيث لا تزال تحركات السوق قرب أدنى مستوياتها التاريخية، بعد أن ارتفعت قليلًا من أدنى مستوى لها خلال أربع سنوات الذي سجله الشهر الماضي.
وأصدرت السلطات الأمريكية أخيرًا بيانات التوظيف الرسمية لشهر سبتمبر يوم الخميس، لكنها أظهرت صورة مختلطة لم تُحسم الجدل حول المسار المتوقع للبنك المركزي الأميركي بشأن أسعار الفائدة. ومع ذلك، ارتفعت يوم الجمعة احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر إلى حوالي 65%، بعد تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، الذي قال إنه يرى مجالًا لخفض أسعار الفائدة على المدى القريب، مع تراجع قوة سوق العمل وظهور علامات على تليين التوظيف والتوظيف الجزئي.
ويشير محللون إلى أن السوق أصبح الآن في مرحلة “انتظار البيانات”، حيث يراقب المستثمرون مؤشرات جديدة حول التضخم والعمالة، لتحديد ما إذا كانت سندات الخزانة ستستمر في الحفاظ على مكاسبها القياسية أو تواجه ضغطًا جديدًا من مبيعات المستثمرين الباحثين عن سيولة في الأسواق الأخرى، وفقا لما قالته وكالة بلومبيرغ.
