تدفق السندات التكنولوجية يضاعف الضغوط على أسواق الإئتمان بسبب الذكاء الإصطناعي

تواجه وول ستريت ضغوطًا متزايدة نتيجة تدفق كبير من السندات الجديدة الصادرة عن شركات التكنولوجيا لتمويل إستثماراتها في الذكاء الإصطناعي، بحسب ما نقلته بلومبيرغ اليوم الاثنين، مما يزيد من المخاوف في الأسواق المالية.

ومنذ بداية أيلول/سبتمبر، أصدرت شركات مثل أمازون، ألفابت، ميتا، وأوراكل نحو 90 مليار دولار من السندات الإستثمارية، أي أكثر مما باعته هذه الشركات خلال الأربعين شهرًا السابقة، وفق بيانات Dealogic نقلتها بلومبيرغ.

كما دخل مطورو مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الإصطناعي مثل TeraWulf وCipher Mining سوق السندات منخفضة التصنيف، حيث أصدروا أكثر من 7 مليارات دولار من هذه السندات، بحسب بلومبيرغ، بعدما بدؤوا كمنقبين عن بيتكوين.

تمكنت الشركات من إتمام مبيعاتها، لكن بعضها اضطر لدفع معدلات فائدة مرتفعة بشكل غير متوقع، بينما إنخفضت أسعار السندات، ما يعكس صدمة المستثمرين من حجم السندات الجديدة ومخاوفهم من تدهور مؤشرات الإئتمان لدى هذه الشركات، وفق بلومبيرغ.

وقال جون لويد، رئيس قسم الإئتمان متعدد القطاعات في Janus Henderson Investors: "الأسواق مترابطة جدًا الآن، وسيكون من الصعب على سوق الائتمان التحسن إذا كانت أسهم الذكاء الإصطناعي تتراجع، والعكس صحيح"، بحسب بلومبيرغ.

وقد كانت حماسة المستثمرين تجاه الذكاء الإصطناعي دافعًا قويًا للأسواق في السنوات الأخيرة، لكن مؤشر ناسداك التكنولوجي تراجع 6.1% خلال الشهر الماضي، ما يعكس ضعف الثقة في السندات المرتبطة بهذا القطاع.

ولدى شركات مثل أمازون وألفابت ومايكروسوفت القدرة على تمويل معظم إستثماراتها في الذكاء الإصطناعي من النقد المتوافر لديها، بينما إضطرت ميتا إلى تقديم عوائد أعلى لجذب المستثمرين عند إصدار 30 مليار دولار من السندات في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، وفق بلومبيرغ.

أما أوراكل، فهي تواجه تحديات أكبر، إذ تحرق السيولة في خطط التحول إلى عملاق السحابة الذكية، مع خطط لإنفاق عشرات المليارات على مراكز بيانات الذكاء الإصطناعي. وقدرت بلومبيرغ أن أوراكل قد تصدر نحو 65 مليار دولار إضافية من السندات خلال السنوات الثلاث المقبلة، لكنها تحتاج إلى الحفاظ على تصنيف إئتماني إستثماري لدعم إحتياجاتها التمويلية.

ومن بين الشركات الأصغر في سوق السندات منخفضة التصنيف، تأتي CoreWeave، المزود الوحيد للسحابة الذكية الذي يحمل سندات دون مستوى إستثماري، حيث تداولت سنداته المستحقة في 2031 عند نحو 92 سنتًا للدولار، بما يعكس عائدًا يقارب 11%، وفق بلومبيرغ، بينما تعاني الشركة من تأخر بناء مراكز البيانات مما أثر على أسهمها هذا الشهر.