أبحاث جديدة تؤكد فعالية لقاح فيروس الورم الحليمي وتدحض الشائعات حول مخاطره

اظهرت مراجعتان حديثتان من Cochrane المعيار الذهبي للأبحاث العلمية، أن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري فعال للغاية في الوقاية من سرطان عنق الرحم، وهو ما يقدّم دعمًا مهمًا لمقدمي الرعاية الصحية في مواجهة المعلومات المضللة حول اللقاح. وتشير النتائج إلى أن التطعيم يقلل من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 80% لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في سن 16 أو دونها. ورغم أن الحماية تبقى كبيرة عند تلقي اللقاح في سن أكبر، إلا أن خفض خطر الإصابة بالسرطان يكون أقل مقارنة بالتطعيم المبكر.
وتأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه معدلات التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري تراجعًا ملحوظًا، خصوصًا منذ عام 2020، بسبب انتشار المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما أوردت Jo Morrison، استشارية الأورام النسائية في مؤسسة Somerset NHS ومؤلفة المراجعات. وأكدت أن ظاهرة المعلومات المضللة التي تؤدي إلى انخفاض معدلات التطعيم موجودة عالميًا، وقد شهدت دول أخرى مخاوف كبيرة بشأن اللقاحات كان لها تأثير ضخم على الإقبال عليها, بحسب ما ذكرته بلومبيرغ.
وأوضحت المراجعات عدم وجود أي دليل علمي يدعم الادعاءات المتداولة على الإنترنت بأن لقاح HPV يسبب آثارًا جانبية مثل العقم أو متلازمة التعب المزمن (التهاب الدماغ العضلي) أو فشل المبايض المبكر.
ويعتبر سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم. وحتى في المملكة المتحدة، التي تمتلك برنامج فحص طويل الأمد، يسجل المرض نحو 1,000 حالة وفاة سنويًا. وعلى الرغم من فعالية اللقاح، فإن نسب التغطية لا تزال منخفضة، حيث حصلت 21% فقط من الفتيات عالميًا على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح في عام 2022. ومن بين اللقاحات الأكثر استخدامًا، يوجد لقاح HPV الذي تنتجه شركة Merck & Co.
ولا يقتصر تأثير فيروس HPV على النساء فقط إذ يمكن أن يمكن للفيروس أن يطال الرجال بحيث يسبب التهابات وأمراضًا مرتبطة بالفيروس، بما في ذلك الثآليل التناسلية وبعض أنواع السرطان في الرأس والرقبة والشرج.
ونظرًا لأن اللقاح خير من قنطار علاج, فإنه يكون أكثر فعالية عند إعطائه قبل بدء النشاط الجنسي عادة في سن المراهقة المبكرة لضمان أقصى قدر من الحماية, وفقا لبلومبيرغ.
