Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

مناقشات حول المعادن النادرة والصين تسعى لتهدئة المخاوف وتعزيز الشراكات

الرئيس لي تشيانغ يشارك في قمة مجموعة العشرين

الرئيس لي تشيانغ "إكس"

شارك رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في قمة مجموعة العشرين اليوم الأحد، حيث قدم دفاعاً عن قيود بلاده على المعادن النادرة، وفي الوقت نفسه طرح مقترحات لتبديد قلق الدول النامية.
فبحسب وكالة بلومبيرغ، احتلت المعادن الحيوية صدارة النقاشات في هذه القمة الإفريقية الأولى للمجموعة، وسط تحديات سلاسل التوريد التي تواجه القادة الأوروبيين، إضافة إلى مناشدات دول الجنوب العالمي للحصول على الدعم للاستفادة من صناعة المعادن التي تهيمن عليها بكين.

ووفقاً لبلومبيرغ، قدم رئيس الوزراء لي تشيانغ حلولاً لمخاوف المعادن الحيوية، ففي خطابه الأحد، برر الحاجة إلى "إدارة حذرة" لصادرات المعادن ذات الاستخدام العسكري، موضحاً المنطق الصيني وراء هذه القيود.
من جانبها، كشفت الصين عن تفاصيل مبادرة تعدين عالمية مع دول صديقة، في خطوة اعتبرت رداً على مساعي الولايات المتحدة لإنشاء سلسلة توريد بديلة للمعادن النادرة، كما تعهد لي بأن بكين ستعزز التعاون متبادل المنفعة والاستخدام السلمي للمعادن الرئيسية، مؤكداً التزام بلاده "بحماية مصالح الدول النامية، مع معالجة الاستخدامات العسكرية وغيرها بحذر.

وأفادة بلومببيرغ، أن الرئيس شي جين بينغ، قد استخدم سيطرة بلاده على المعادن النادرة الضرورية، بهدف صناعة كل شيء من الصواريخ إلى الهواتف المحمولة، كسلاح لحماية الاقتصاد الصيني من التعريفات الجمركية الباهظة التي فرضها دونالد ترامب.
وبما أن أياً من هذين الرجلين لم يحضر قمة نهاية هذا الأسبوع، فقد تولى المسؤول الصيني الثاني في الترتيب الإجابة على الأسئلة المتعلقة بانتقام بكين في الحرب التجارية.
وفي الإطار نفسه، تضمنت مجموعة العشرين انتقاداً مبطناً للصين في إعلان مشترك، مشيرة إلى "الإجراءات التجارية الأحادية"، التي تقيد الوصول إلى المعادن الحيوية، إذ تُعد هذه النقطة محل قلق مستمر للدول الصناعية مثل ألمانيا واليابان.
كما تضمنت الوثيقة تعهداً بوضع مخطط طوعي، وذلك لضمان أن موارد المعادن الحيوية "تصبح محركاً للازدهار والتنمية المستدامة"، مما يعكس مخاوف الدول النامية.

وفي هذا السياق، علق كيفن غالاغر، أستاذ سياسة التنمية العالمية في جامعة بوسطن، حيث أكد أن الدول لا تريد فقط أن تأتي الصين أو الولايات المتحدة وتقوم بحفر الثقوب، بل إنها تريد من الصين والولايات المتحدة، مقابل الوصول إلى هذه المعادن، أن تقدما نوعاً من الاستثمار في التكرير.
وتأكيداً على هذه النقطة، أوضح الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، رفض بلاده أن تكون مجرد مورد للمواد الخام، موضحا في خطاب، أن بلاده لن تكون مجرد مصدرة، بل شريكة في سلسلة القيمة العالمية للمعادن الحيوية.

وفي مؤتمر صحفي عُقد مع اختتام القمة، كشفت الصين عن تفاصيل ردها على هذه المشكلة، بإطلاق "مبادرة التعدين الأخضر" مع 19 دولة، بما في ذلك دول غنية بالموارد مثل كمبوديا، نيجيريا ميانمار، وزيمبابوي، وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
ومع ذلك، لم تلتزم بكين بأي مبلغ محدد بالدولار لهذا البرنامج، حيث جاءت الوثيقة خالية من التفاصيل المالية، حيث تهدف المبادرة إلى بناء شبكة شاملة لحماية التعدين العادل والمعقول والمستقر والسلس للمعادن الحيوية، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الحكومية الصينية.

ووصف رئيس الوزراء الأيرلندي، مايكل مارتن، مباحثات قمة العشرين حول المعادن بأنها مطمئنة، معربا للصحفيين عن أمله في أن تسهم هذه اللقاءات في تجنب مواقف مماثلة مستقبلاً، وتوفر وصولاً حقيقياً للمعادن النادرة.