سبعة مبتكرون غيروا عالم العمل وأسسوا نماذج للعمالة والحقوق والأجور في أميركا

سبعة مبتكرين غيروا عالم العمل (إنترنت)
ذكرت وكالة بلومبيرغ أنه منذ تأسيس الولايات المتحدة، لعبت أفكار وابتكارات جديدة دورًا محوريًا في إعادة تشكيل عالم العمل، وفي تطوير طرق تعويض العمال وحمايتهم. وفي ما يلي أبرز سبعة أشخاص تركوا تأثيرًا عميقًا على طبيعة العمل خلال القرون الماضية.
إيلي ويتني
ترك إيلي ويتني بصمة مزدوجة على عالم العمل. فهو مخترع محلج القطن عام 1793، الآلة التي أحدثت ثورة في إنتاج القطن وسمحت لشخص واحد بأداء عمل عشرات العمال، لكنها في المقابل تسببت بزيادة هائلة في الاعتماد على العمل القسري. فبعد انتشار ابتكاره، ارتفع عدد الأشخاص المستعبَدين في الولايات المتحدة من نحو 700 ألف إلى أكثر من 1.5 مليون بحلول عام 1820، وفقًا لراين باكستون، المدير التنفيذي لمتحف إيلي ويتني.
لاحقًا، اتجه ويتني إلى تصنيع البنادق، وسعى إلى إدخال نظام الأجزاء الموحّدة القابلة للتبديل، ما أرسى نموذجًا مبكرًا للتصنيع الحديث القائم على الدقة والتقييس، وهو نموذج امتدّ لاحقًا إلى الصناعات العالمية.
فريدريك وينسلو تايلور
يُعد تايلور الأب المؤسس للإدارة العلمية أو تيار التيلورية. فقد كرّس عمله منذ أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر لتحليل المهام الصناعية وتحديد الزمن الأدنى اللازم لكل حركة بهدف رفع الكفاءة. وأرسى مبادئ مركزية، أبرزها: الاعتماد على التحليل المنهجي بدلًا من التقليد المعتاد، منح الحوافز للأداء المتميّز، وفرض التدريب المهني الموحّد للعمال.
أحدثت أفكاره تحولًا جذريًا في علاقة العامل بالإدارة، ونرى صدى ذلك اليوم في ما يُعرف بالتيلورية الرقمية، حيث تستخدم الشركات التكنولوجيا لمراقبة أداء العاملين وتحسين إنتاجيتهم.
جون هنري باترسون
كان باترسون، مؤسس شركة ناشونال كاش ريجيستر، من روّاد تحديث مهنة البيع في الولايات المتحدة. فقد ارتقى بصورة البائع، ودفع بموظفيه لارتداء ملابس أنيقة والإقامة في فنادق راقية، وأدخل التدريب المنهجي والمذكرات الإرشادية المكتوبة، بما في ذلك أبرز كتيبات البيع عام 1887.
وأسّس أول مدرسة تدريبية للبائعين عام 1893، ووضع نظام الحصص والمسابقات، وابتكر ممارسات لا تزال مستخدمة في مهن المبيعات الحديثة، بحسب تقرير وكالة بلومبيرغ.
والتر روثر
قاد والتر روثر اتحاد عمّال السيارات الأميركي من عام 1946 حتى وفاته عام 1970، وتمكّن من تحسين مستويات الأجور والامتيازات لملايين العاملين. وقد ساهمت مفاوضاته مع شركات كبرى مثل فورد وجنرال موتورز وكرايسلر في رفع مستوى معيشة العمّال خلال حقبة الازدهار بعد الحرب العالمية الثانية.
اتفاقية عام 1950 مع جنرال موتورز، المعروفة باسم معاهدة ديترويت، أرست نموذجًا وطنيًا لاتفاقات العمل. وأسهم روثر أيضًا في دعم الحركات الحقوقية، وتعاون مع مارتن لوثر كينغ، وكان عنصرًا أساسيًا في إنجاح مسيرة واشنطن عام 1963.
أ. فيليب راندولف
كان راندولف أحد أبرز الأصوات المطالِبة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية في القرن العشرين. وبصفته قائدًا لاتحاد عمّال عربات النوم، استخدم الإضراب والضغط الجماهيري للضغط على إدارة الرئيس فرانكلين روزفلت، ما دفع الأخير عام 1941 لإصدار أمر تنفيذي يحظر التمييز العنصري والعرقي في الصناعات الدفاعية.
وفيما بعد، أسهم نضاله في دفع الرئيس ترومان لإنهاء التمييز في الوظائف الفدرالية ودمج القوات المسلحة. كما شكّلت رؤيته أساسًا لمسيرة واشنطن عام 1963 التي مهّدت لصدور قانون الحقوق المدنية لعام 1964.
إيستر بيترسون
لعبت إيستر بيترسون دورًا مركزيًا في سنّ قانون المساواة في الأجور عام 1963، الذي أعطى للنساء الحق في تقاضي الأجر نفسه عن العمل نفسه. وبعد ذلك بعام، صدر الباب السابع من قانون الحقوق المدنية ليحظر التمييز القائم على الجنس في التوظيف والترقية.
ترأست بيترسون مكتب المرأة في وزارة العمل خلال إدارة كينيدي، وأسست لجنة الرئيس لشؤون المرأة، ودفعت نحو توفير رعاية الأطفال والإجازات المدفوعة، وافتتحت أول حضانة داخل مقر حكومي فدرالي، بحسب وكالة بلومبيرغ.
تيد بينا
يُعرف تيد بينا بأنه مهندس خطة الادخار التقاعدي 401(k). ففي عام 1980 أقنع صاحب عمله بإنشاء الخطة استنادًا إلى تفسير مبتكر لتعديل ضريبي صدر عام 1978. وبعد أن أكدت مصلحة الضرائب الأميركية شرعية الاقتطاعات عام 1981، انتشر النظام بسرعة، واليوم يدّخر أكثر من 70 مليون أميركي ما يزيد على 9 تريليونات دولار عبر هذه الحسابات.
