دواء تجريبي من باير يحقق نتائج واعدة في خفض خطر السكتات الدماغية
أعلنت شركة باير عن تحقيق دوائها التجريبي المخصص للوقاية من السكتات الدماغية نتائج إيجابية في دراسة سريرية متقدمة، في خطوة تعزز موقع الشركة الألمانية التي تعمل على تعويض تراجع مبيعات أدويتها الرائجة التي شاخت وفقدت حصتها لصالح المنافسة، وفق ما ذكرت وكالة بلومبيرغ.
وأظهرت التجربة أن المرضى الذين تناولوا جرعة 50 ميليغراماً من عقار أسوندكسيان مرة يومياً، إلى جانب العلاج القياسي المضاد للصفيحات، سجّلوا انخفاضاً كبيراً في خطر الإصابة بسكتة دماغية أخرى مقارنة بالمرضى الذين تناولوا دواءً وهمياً، وهو ما حقق الأهداف الأساسية لتجربة المرحلة الثالثة المعروفة باسم Oceanic-Stroke، وفق بيان صادر عن الشركة التي تتخذ من ليفركوزن في ألمانيا مقراً لها يوم الأحد. كما أوضحت الشركة أن الدواء لم يزد من خطر حدوث نزيف حاد، وهو أحد الآثار الجانبية المعتادة لبعض أدوية تمييع الدم.
ويعمل الدواء الفموي عبر تعطيل بروتين يسمى Factor XIa، والذي يؤدي دوراً مهماً في عملية تخثّر الدم.
وأشار الباحثون إلى أن خطر التعرّض لسكتة دماغية أخرى يبقى مرتفعاً رغم العلاجات المتوفرة حالياً، وأن النتائج تشير إلى إمكانية أن يتحول أسوندكسيان إلى خيار علاجي جديد لخفض هذا الخطر، بما يمثل خطوة متقدمة في مجال الوقاية الثانوية من السكتات الدماغية.
وبحسب بلومبيرغ ستُعرض النتائج التفصيلية في مؤتمر علمي قريب. كما ستبدأ باير التواصل مع الهيئات الصحية حول العالم للتحضير لتقديم طلبات الحصول على تراخيص التسويق. وقد منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الدواء مراجعة سريعة.
وكان أسوندكسيان قد فشل سابقاً في تجربة متقدمة على مرضى الرجفان الأذيني لعدم إظهاره فائدة كافية، وهو ما اعتُبر نكسة كبيرة للشركة آنذاك، غير أن باير أوضحت أنها ما زالت ترى إمكانية تحقيق مبيعات كبيرة للدواء إذا تمت الموافقة على استخدامه في هذا المؤشر العلاجي الجديد.
وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه باير إلى مواجهة تأثير انتهاء براءات الاختراع في أعمالها الدوائية، إذ بدأت الأدوية الجنيسة تنافس علاجاتها الأكثر مبيعاً، وعلى رأسها دواء تمييع الدم زاريلتو ودواء العين إيليا. وقد رُوّج لأسوندكسيان باعتباره الخليفة المحتمل لزاريلتو.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أوقفت شركتا بريستول مايرز سكويب وجونسون آند جونسون تجربة لدوائهما المنافس ميلفكسيان بعد أن تبيّن أنه من غير المرجح أن يقدم فائدة للمرضى الذين تعرضوا لمضاعفات قلبية.
وعلى صعيد آخر، تواصل باير التعامل مع دعاوى قضائية جماعية واسعة في الولايات المتحدة تتعلق بمبيد الأعشاب راوند أب ومواد كيميائية أخرى ورثتها بعد استحواذها على شركة مونسانتو في عام 2018. وقد تعهّد الرئيس التنفيذي بيل أندرسون بالعمل على احتواء هذه القضايا القانونية بشكل كبير بحلول نهاية عام 2026، بحسب وكالة بلومبيرغ.