Contact Us
Ektisadi.com
قضاء وقانون

بعد انسحاب الأحزاب من الانتخابات وتصاعد التوترات... زيدان نقيبًا لأطباء

illustration_of_a_tense_political_scene_in_lebanon_showing_a_symbolic_dental_clinic_with_election_b_a2y1ccorsmhmbccgnm9n_0

أُعلن اليوم فوز المرشّح زياد زيدان بمنصب نقيب أطباء الأسنان في لبنان بالتزكية، بعد انسحابات واسعة شملت جميع الأحزاب الكبرى المشاركة في الانتخابات. وقد جاء هذا الفوز نتيجة سلسلة من التطورات والتحركات السياسية والنقابية التي رافقت العملية الانتخابية، والتي شهدت انقسامات حادة بين الأطراف المسلمة والمسيحية.

خلفية الانقسامات والتحالفات

بدأت الخلافات مع إصرار الأطراف المسلمة على أن يكون منصب نقيب أطباء الأسنان في هذه الدورة من حصتها، وهو ما دفعهم إلى عقد اجتماعات داخلية ترشّح خلالها زياد زيدان كمرشّح سني موحّد. بالمقابل، طالبت الأحزاب المسيحية بترشيح عدة أسماء مسلمة للتوافق على مرشح واحد، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن نتائج ملموسة، وفقاً لمعلومات ليبانون ديبايت.

عشية الانتخابات، قدمت الأحزاب المسيحية مقترحًا للجامعة العربية بأن يكون التنافس على المنصب هذا العام مسيحيًا–مسيحيًا على أن يؤول المنصب لاحقًا إلى مرشح مسلم بعد ثلاث سنوات، إلا أن الجامعة العربية رفضت هذا الاقتراح وأكدت على ترشيح مرشح مسلم.

قامت رابطة أطباء الأسنان في البقاع بمبادرة لتعيين نقيب مسلم مع عدد من الأعضاء المسلمين، بهدف تحويل المنافسة إلى صراع نقابي بحت، وفق ما صرح به الدكتور محمود قطّان لـ"ليبانون ديبايت"، إلا أن هذه المبادرة لم تحقق النجاح، ما دفع الرابطة إلى سحب مرشحيها من الانتخابات.

في سياق مماثل، شكلت حركة أمل وحزب الله والجامعة العربية لائحة كاملة من المرشحين المسلمين، الأمر الذي أثار احتجاجات الجانب المسيحي، مما أدى إلى انسحاب جميع الأحزاب المسيحية من السباق الانتخابي، تلاها الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل الذي أعلن لاحقًا عن تعليق مشاركته حرصًا على وحدة النقابة ودورها الوطني والمهني.

أوضح تيار المستقبل في بيان رسمي أنّ تعليق المشاركة جاء بسبب تصاعد الانقسامات الطائفية غير المسبوقة وتجاذبات سياسية بعيدة عن جوهر العمل النقابي، محذرًا من محاولات تحويل النقابة إلى ساحة صراع سياسي وطائفي. كما أعلنت القوات اللبنانية والكتائب التوافق على سحب مرشحيهم لتجنّب أي توتر طائفي.

من جهته، أعلن نقيب أطباء الأسنان السابق، رونالد يونس، وقف العملية الانتخابية مؤقتًا، فيما تشير المعلومات الصحفية إلى فوز المرشحين لعضوية مجلس النقابة بالتزكية، على أن تُستكمَل العملية الانتخابية لاحقًا. فيما بقيت صناديق الاقتراع مفتوحة رغم الانسحابات المتتالية، وتمكن زياد زيدان من الفوز بمنصب نقيب أطباء الأسنان بالتزكية، بعد فشل كافة محاولات التوافق بين الأطراف المختلفة، سواء على المستوى الطائفي أو النقابي.

في سياق آخر، كتب النائب فؤاد مخزومي عبر منصة "اكس": "أبارك للدكتور زياد زيدان فوزه بمركز النقيب في انتخابات نقابة أطباء الأسنان في بيروت. هذا الفوز محطة جديدة في مسيرة النقابة نحو تعزيز مكانة المهنة وحماية حقوق الزملاء، وتطوير الخدمات الصحية للمجتمع. كل التوفيق والنجاح للدكتور زيدان ولكافة الأعضاء في مهامهم لما فيه خير المهنة والوطن".

تشير هذه الانتخابات إلى تصاعد الاستقطاب السياسي والطائفي داخل الجسم النقابي، وهو ما يمثل تحولًا غير مسبوق في تاريخ النقابة، التي كانت تحافظ عادة على مسافة من التجاذبات الحزبية والطائفية. وقد أبرزت هذه التطورات أهمية وضع آليات لضمان نزاهة الانتخابات وتوحيد الصف النقابي بعيدًا عن الصراعات السياسية.