مفاوضات المناخ: 80 دولة تضغط لخطّة عالمية لإنهاء عصر الوقود الأحفوري

يبحث المفاوضون الدوليون في ملف المناخ عن اتفاق تسوية محتمل يضع خطة رسمية للوفاء بالتعهّد التاريخي الذي قُطع قبل عامين للانتقال بالعالم بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وذلك وفق ما أفادت به بلومبيرغ اليوم السبت، نقلًا عن مصادر مطّلعة.
ففي وقت متأخر من ليل الجمعة، عقد ممثلو كتل تفاوضية رئيسية اجتماعات مغلقة خلال قمة COP30 في مدينة بيليم البرازيلية، لمناقشة مقترح لإنشاء برنامج عمل يضع إطارًا واضحًا لعملية الانتقال العادل والمنظّم بعيدًا عن النفط والغاز والفحم. وقد جاء هذا المقترح بالتعاون مع ما يُعرف بـ تحالف الطموح العالي الساعي لاتخاذ إجراءات أكثر جرأة للحد من الانبعاثات وارتفاع درجات الحرارة العالمية. واعتُبر هذا الطرح محاولة تسوية بعد أن تجاهلت الرئاسة البرازيلية للقمة إدراج أي خطة انتقالية في المسودة التي قُدمت صباح الجمعة.
وقد دعت نحو 80 دولة المسؤولين البرازيليين إلى تضمين عملية رسمية لوضع خريطة طريق للخروج من الوقود الأحفوري، استنادًا إلى الالتزام الذي تبنّته ما يقرب من 200 دولة في COP28 عام 2023.
هذه الاجتماعات المتأخرة، التي جاءت في اليوم الرسمي الأخير للقمة، اعتُبرت مؤشرًا على إمكانية الخروج باتفاق رئيسي بعد أسبوعين من المفاوضات على أطراف غابات الأمازون.
وخلال أحد الاجتماعات المغلقة، اعترض ممثلون عن دول عربية وعن روسيا على أجزاء من النص، وفق مصادر مطّلعة. لكن في وقت لاحق من المساء، أبدى ممثلو المجموعة العربية استعدادًا لقبول الحلّ التوافقي المطروح، بحسب أحد المصادر.
ورغم ذلك، قال بعض المفاوضين إن الطريق ما يزال طويلًا للتوصل إلى توافق شامل. المسؤولون الأوروبيون تمسّكوا بشدة بضرورة إدراج صياغة واضحة تتعلق بالوقود الأحفوري، في الوقت الذي بدأت فيه مجموعات أخرى بإظهار مرونة أكبر.
وعند حوالي 9:50 مساءً بالتوقيت المحلي, غادر عدد من المفاوضين قاعة الاجتماعات. وقال وزير البيئة التشيكي بيتر هلاديك إن الجمود مستمرّ لأن الدول الأوروبية تضغط لإضافة لغة واضحة حول التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، مضيفًا: "من غير المقبول أن نقلّل مستوى الطموح اليوم مقارنة بما كان عليه قبل عشر سنوات… نريد خطوات واضحة للابتعاد عن الوقود الأحفوري."
في الوقت نفسه، كان وزراء الطاقة والبيئة حول العالم يناقشون قضايا معقدة أخرى مثل العلاقة بين المناخ والسياسات التجارية، إضافة إلى كيفية تعزيز التمويل الدولي لمساعدة الدول على التكيّف مع ارتفاع مستويات البحار، والعواصف القوية، والجفاف الناتج عن تغيّر المناخ.
كما أبدى بعض المندوبين استياءهم من غياب أي نص يتعلق بوضع خطة لحماية الغابات. ولم يكن واضحًا مساء الجمعة كيف ستُحلّ الخلافات بشأن هذه الملفات. وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لبنما في ملف المناخ، إن المفاوضين داخل القاعة كانوا يقومون بمراجعات دقيقة "جملةً بجملة".
وكان العديد من المفاوضين يستعدون لمغادرة القمة خلال الساعات المقبلة، فيما كان بعض المشاركين مهدّدين بالإخلاء من السفن السياحية الراسية في بيليم والتي استخدمت كأماكن إقامة مؤقتة، ما زاد الضغط للتوصل إلى اتفاق نهائي في اللحظات الأخيرة.
وكان يوم الجمعة قد بدأ بإعلان الرئاسة البرازيلية لـCOP30 عن مسودة أثارت غضب عدد من المندوبين الذين اعتبروا أنّها لا ترتقي إلى مستوى الطموح المطلوب للسيطرة على ارتفاع الحرارة العالمية.
وقالت وزيرة البيئة الكولومبية إيرين فيليز توريس إن هناك محاولة لصياغة تسوية تتيح لرئيس القمة قيادة مبادرات حول كل من مكافحة إزالة الغابات وخريطة الطريق المتعلقة بالوقود الأحفوري. وأوضحت أن هذه المبادرات "يمكن أن يقودها رئيس مؤتمر الأطراف" الذي سيعمل لاحقًا على "نقلها إلى القمة المقبلة."
