Contact Us
Ektisadi.com
تعليم وثقافة

متحف قلعة راشيا...قصة إستقلال لبنان من الهوية إلى الذكاء الإصطناعي

IMG_1277

متحف قلعة راشيا

أضاف لبنان لمتاحفه التاريخية والثقافية تحفة جديدة تخلّد تاريخ الاستقلال مع افتتاح متحف الاستقلال في قلعة راشيا، القلعة التي شهدت نيل لبنان استقلاله في 22 تشرين الثاني 1943. المتحف الجديد لا يكتفي بعرض التاريخ فقط، بل يقدمه بأسلوب تفاعلي مبتكر، حيث يجمع بين توثيق الحدث التاريخي والتقنيات الحديثة، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الهولوغرام التي تُتيح للزائر لقاء شخصيات بارزة من الماضي، مثل رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح، اللذين يرويان قصة الاستقلال بأنفسهما بأسلوب تفاعلي يدهش الزائرين، وفق ما ذكرته قناة MTV اللبنانية في تغطيتها لافتتاح المتحف.

شهد المتحف جهوداً توثيقية كبيرة، فقد تم الحصول على الوثائق التاريخية من مصادر موثوقة، واستُعيدت غرفة الضابط الفرنسي وجميع الصحف الصادرة في مرحلة الاستقلال، إضافة إلى رسائل الجنود الفرنسيين إلى عائلاتهم، بحسب ما ذكرت صحيفة النهار اللبنانية، ما يجعل التجربة التاريخية شاملة وثرية. كما جرى إعادة ترتيب الغرف التي سُجن فيها رجالات الاستقلال، وتخصيص جناح لرئيس الجمهورية وجناح لرئيس الحكومة، إضافة إلى الغرف التي احتضنت الوزراء المعتقلين، بما يتيح للزائر تصور القلعة كما كانت في زمن الانتداب الفرنسي.

المتحف هو ثمرة عمل مشترك دام عامين بين مؤسسة الوليد بن طلال والنائب وائل أبو فاعور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي، حيث أكد أبو فاعور في تصريح لقناة MTV على طموحهم في تحويل قلعة راشيا إلى مقصد تربوي وتعليمي لكل اللبنانيين وطلاب المدارس، لتصبح محطة مهمة في مسيرة الاستقلال التي تمتد لـ 82 عاماً. ويبرز المتحف كيف يمكن للابتكار التكنولوجي أن ينعش التاريخ ويقربه من الأجيال الجديدة، في تجربة تجمع بين التعليم والترفيه والثقافة، وفق ما أورده موقع Lebanon24 في تغطيته الخاصة بالمشروع.

يمثل متحف الاستقلال في قلعة راشيا إضافة نوعية للثقافة اللبنانية، إذ يتجاوز كونه مجرد مكان للعرض التاريخي ليصبح فضاءً ثقافيًا متكاملاً يُثري الوعي الوطني ويقرب الأجيال الجديدة من تاريخ لبنان بطريقة جذابة وتفاعلية. يعكس المتحف أهمية الحفاظ على التراث الوطني من خلال دمجه للتكنولوجيا الحديثة، مما يسمح للزوار بالتفاعل مع الأحداث التاريخية وتجربة حياة رجالات الاستقلال كما لو كانوا جزءًا منها. كما يسهم المتحف في تعزيز الهوية الوطنية والاعتزاز بتاريخ لبنان، ويشكل منصة تعليمية وثقافية للأبحاث، ورحلات المدارس، والمهتمين بالتاريخ والثقافة، ما يجعله نموذجًا يُحتذى به في دمج الثقافة مع الابتكار.

بهذا الشكل، لا يمثل متحف الاستقلال مجرد مكان للزيارة، بل تجربة تفاعلية متكاملة تدمج بين التراث الوطني والتقنيات الحديثة، وتفتح أبوابها لكل اللبنانيين ابتداء من يوم الاستقلال، لتكون شاهداً حياً على تاريخ الوطن ورافداً ثقافياً وتكنولوجياً يثري المشهد الثقافي اللبناني ويؤكد أهمية توظيف الابتكار في خدمة الذاكرة الوطنية.