القطب الشمالي يشتعل سباقًا لمحطات الأقمار بين الولايات المتحدة والصين

يشهد القطب الشمالي توسعًا سريعًا في محطات الاتصال بالأقمار القطبية مع احتدام التنافس بين الولايات المتحدة والصين على التفوّق الفضائي، وفق ما ذكرته بلومبيرغ اليوم السبت.
وتحوّلت بلدة ديدهورس في ولاية ألاسكا إلى نقطة متقدمة غير متوقعة في هذا السباق، مستفيدة من بنيتها التحتية القائمة على دعم صناعة النفط والتي تشمل كابلات ألياف ضوئية تتيح نقل البيانات بسرعة. ويؤكد كريستوفر ريتشنز، مؤسس شركة RBC Signals، التي تشغّل ثمانية هوائيات هناك، أن الطبق الفضائي لا يمكن وضعه إلا في موقع متصل بالألياف، وإلا “لن تجد البيانات طريقها للخروج”.
ويشير خبراء إلى ارتفاع متواصل في الطلب على محطات الاتصال في المنطقة القطبية، مع توقعات بزيادة عدد الأطباق والمحطات ومدّ كابلات إضافية لتعزيز المرونة، وفق تحليل البروفيسور مايكل بايرز من جامعة كولومبيا البريطانية.
ويعزّز تغيّر المناخ أهمية المنطقة مع توسّع طرق الشحن عبر المحيط المتجمّد، فيما تخطّط شركة صينية لرحلات صيفية منتظمة إلى أوروبا عبر “طريق الحرير القطبي”. كما رفعت الصين عدد أقمارها القطبية، في وقت توسّع الولايات المتحدة استثماراتها العسكرية في الشمال، بما يشمل عقدًا لشركة Northrop Grumman بقيمة تتجاوز 4.1 مليارات دولار لتصنيع قمرين قطبيين بحلول 2031، وعقدًا آخر لشركة Boeing بقيمة 2.8 مليار دولار.
ويرى خبراء أن المدار القطبي يتيح تغطية شاملة للأرض، فيما يمر أي صاروخ بالستي عابر للقارات يُطلق من روسيا أو الصين فوق القطب، ما يجعل من المنطقة عنصرًا حساسًا في الإنذار المبكر، وفق توضيحات الضابط الكندي المتقاعد بيار لو بلان.
وتبرز سفالبارد النرويجية كنقطة ممتازة لمراقبة الأقمار القطبية نظرًا لقربها من القطب واتصالها بالبر الرئيسي عبر كابل بحري، إلا أن معاهدة عام 1920 تمنع استخدامها لأغراض “حربية”، ما يحدّ من تحميل البيانات للاستخدام العسكري، بحسب مدير محطة Svalsat أولي كوكفيك.
وتظل الكابلات البحرية نقطة ضعف، إذ تعرض كابل تابع لـ Space Norway لعطل في 2022، كما استهدفت أعمال تخريبية كابلات بيانات في بحر البلطيق، وفق ما ذكرته بلومبيرغ في تقريرها.
