لبنان يتحضّر لاستقبال زيارة البابا لاوون الرابع عشر

نظمت وزارة الأشغال العامة والنقل جولة ميدانية للإعلاميين صباح اليوم في المسارات التي اكتملت أعمال التأهيل والصيانة فيها استعداداً للزيارة الرسولية لقداسة البابا لاوون الرابع عشر للبنان المقررة بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر و2 كانون الأول/ديسمبر المقبل. وشارك في الجولة الإعلامية السيدة الأولى نعمت عون، التي تابعت مراحل التحضيرات في "سيسايد أرينا" الواجهة البحرية، بحضور وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، حيث اطلع الوفد على التجهيزات الخاصة بموقع الاحتفال الليتورجي المركزي ومسارات دخول وخروج الحشود.

أكدت السيدة الأولى نعمت عون خلال الجولة أن الزيارة البابوية تشكل تأكيداً راسخاً على أن لبنان ما زال حاضراً على الخريطة الدولية، معتبرة أنها تحمل الأمل للبنانيين في مرحلة دقيقة ومثقلة بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية. وأشارت إلى أن التحضيرات المنجزة تعكس حرص الدولة على إظهار لبنان بصورة حضارية أمام العالم، وتعزيز الثقة بقدرة المؤسسات الوطنية على تنظيم حدث بهذا الحجم.

وأوضح وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أن التحضيرات لا تعتبر استجابة ظرفية، بل تنفذ ضمن خطة الوزارة الأساسية، مشيراً إلى أن المسارات التي شملتها الجولة كانت جزءاً من مشروع "لبنان على السكة"، الممول والمقرر قبل أشهر، وأن الزيارة البابوية سرعت فقط وتيرة العمل لأن الورش كانت جاهزة لاستقبال الوفد والزوار. ولفت إلى أن الزيارة تأتي في ظل ظروف صعبة يمر بها اللبنانيون، بما في ذلك الضغوط الاقتصادية وتداعيات الاعتداءات الإسرائيلية، لكنها تمثل رسالة رجاء وثقة بلبنان وقدرته على النهوض والحوار.

انطلقت الجولة من ساحة "سيسايد أرينا"، حيث تم الاطلاع على التجهيزات الخاصة بموقع الاحتفال الليتورجي المركزي ومسارات دخول وخروج الحشود، ثم انتقلت الحافلة المخصصة للصحافيين إلى المحطات الميدانية الثلاث.

شملت المحطة الأولى عنايا، دير مار شربل و طريق المحبسة، حيث اكتملت أعمال التأهيل الشامل للطريق الرئيسي المؤدي إلى الضريح وطريق المحبسة، أحد أبرز المسارات الروحية. ورحب رئيس بلدية عنايا مارك عبود بالوفد الإعلامي، مشيداً بجهود رئاسة الجمهورية ووزارة الأشغال، وخص بالشكر الوزير فايز رسامني الذي أبدى اهتماماً خاصاً ببلدة عنايا وأهلها، مؤكداً أن البلدة باتت مستعدة لاستقبال قداسة البابا.

المحطة الثانية شملت جونية، بكركي و حريصا، حيث شملت الأعمال التزفيت والتخطيط ومعالجة النقاط الخطرة وصولاً إلى بازيليك سيدة لبنان وبيت عنيا. وأكد رئيس بلدية جونية فيصل افرام أن الأعمال المنجزة مذهلة وتتمتع بأعلى مستويات الجودة، مشيراً إلى أن الإنجاز يعكس التزام الوزير رسامني وإصراره على إبراز الصورة الحقيقية للبنان خلال الزيارة الرسولية. ولفت إلى أن إعادة الإعمار وتحسين البنى التحتية تبقى أولوية وطنية لا تراجع عنها.

المحطة الثالثة شملت جل الديب و دير الصليب، حيث تم تنفيذ إعادة تزفيت كاملة وتحسين معايير السلامة المرورية حتى مدخل الدير. ورحب رئيس بلدية جل الديب، بقنايا المهندس جورج زرد أبو جودة بالوفد الإعلامي، مؤكداً أن البلدية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية تكمل جميع التحضيرات اللازمة لاستقبال قداسة البابا، واثنى على الدور الفاعل للأجهزة الأمنية والجهود الحثيثة للوزير رسامني، داعياً الأهالي إلى المشاركة في استقبال الزيارة.

أكدت الجولة جاهزية المسارات التي ستكون جزءاً أساسياً من خط سير مواكب الزيارة البابوية والفعاليات المرتقبة، وأظهرت مستوى العمل التقني واللوجستي المنجز، مع إعادة التأكيد على قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ مشاريع سريعة وفاعلة استعداداً لاستقبال حدث روحي وتاريخي بهذا الحجم، بما يحفظ صورة لبنان الحضارية ويعزز موقعه على الخريطة الدولية.