Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

الأسهم تتجه نحو أسوأ أسبوع منذ أبريل بفعل تراجع أسهم الذكاء الاصطناعي

IMG_1267

تسير الأسواق العالمية نحو تسجيل أسوأ أداء أسبوعي لها منذ سبعة أشهر، مع تزايد المخاوف من تضخم التقييمات واحتمال عدم تحقق العوائد المتوقعة من الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي دفع المستثمرين للابتعاد عن الأصول عالية المخاطر، وفق ما نشرته وكالة بلومبيرغ ضمن تغطيتها لحركة الأسواق العالمية.

وبحسب بلومبيرغ، تراجع مؤشر MSCI All Country World بنسبة 3.1% خلال هذا الأسبوع، ليقترب من أكبر هبوط أسبوعي له منذ 4 نيسان/أبريل، وهو اليوم الذي تسببت خلاله رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اضطراب الأسواق. كما واصلت عملة بيتكوين هبوطها إلى ما دون 84 ألف دولار، موسعًا خسائره إلى أكثر من 30% من ذروته القياسية قبل سبعة أسابيع فقط.

الأسواق الأوروبية والآسيوية بدورها تتجه لتسجيل أكبر تراجع أسبوعي لها منذ نيسان/أبريل، وذلك عقب موجة البيع الحادة في وول ستريت يوم الخميس. وتذكر بلومبيرغ أن العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بدت متقلبة، بعد أن انخفض المؤشر الأساسي إلى أدنى مستوى له منذ أيلول/سبتمبر، بينما احتفظت سندات الخزانة الأميركية بمكاسبها مع استقرار العائد على السندات لأجل 10 سنوات عند 4.08% في وقت تراجع فيه الدولار بشكل طفيف.

وتوضح بلومبيرغ أن الضغوط على الأسهم تفاقمت جراء المخاوف من تضخم التقييمات وزيادة الإنفاق التقني، ما أدى إلى كبح الزخم الذي نشأ بعد التوقعات المتفائلة لشركة Nvidia، حيث تراجعت أسهم الشركة 3.2%. وزادت حالة عدم اليقين بشأن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض الفائدة الشهر المقبل من هشاشة المعنويات في الأسواق.

وتنقل بلومبيرغ عن شارلوت دوغتري، مديرة الاستثمار في شركة Federated Hermes، قولها إن السوق يتعرض لضغط واضح هذا الأسبوع مع تراجع ثقة المستثمرين بشأن استدامة طفرة الذكاء الاصطناعي، رغم أن غالبية المحللين يرون أن هذا التراجع «تصحيحي» وليس بداية لانكماش طويل.

وتشير البيانات التي جمعتها بلومبيرغ إلى أن مؤشر S&P 500 سجل يوم الخميس أكبر انعكاس يومي له — بنسبة 3.6% — منذ ذروة اضطرابات الرسوم الجمركية في نيسان/أبريل، متراجعًا 5% عن آخر ذروة بلغها. وفي سياق متصل، ذكرت بلومبيرغ أن شريك Goldman Sachs جون فلوود أوضح أن السوق شهد ثماني حالات فقط منذ 1957 يفتتح فيها S&P 500 مرتفعًا بأكثر من 1% ليغلق في المنطقة الحمراء، ومع ذلك كانت النتائج المتوسطة بعدها إيجابية، بتحقيق مكاسب لا تقل عن 2.3% في اليوم والأسبوع التاليين، ونحو 4.7% في الشهر اللاحق.

أما مؤشر Cboe Volatility Index (VIX) فقد ارتفع إلى 26.42، وهو أعلى مستوى منذ نيسان/ أبريل، ورغم عدم إغلاقه عند القمة اليومية، إلا أن بلومبيرغ تشير إلى أن ذلك يعكس مخاوف مرتفعة ولكن غير «متطرفة» في سوق التقلبات. وجاءت هذه التحركات الكبيرة قبل انتهاء صلاحية خيارات مالية تقدَّر قيمتها الاسمية بنحو 3.1 تريليون دولار يوم الجمعة.

وفي آسيا، تقول بلومبيرغ إن الأنظار اتجهت نحو اليابان بعد موافقة حكومة رئيسة الوزراء سناء تاكائيشي على أضخم حزمة إنفاق إضافي منذ جائحة كورونا، بقيمة 17.7 تريليون ين (112 مليار دولار). وجاء ذلك بالتزامن مع تحذير شديد اللهجة من وزارة المالية بشأن تراجع الين، مع إشارة صريحة إلى احتمال التدخل في الأسواق، وهو أمر نادر في الخطاب المالي الياباني. ورغم ذلك، تشير بلومبيرغ إلى أن تأثير التحذير لم يدم طويلًا، ما يعكس شكوك المتعاملين حيال إمكانية تنفيذ تدخل فعلي قبل عطلة رسمية يوم الاثنين.

وتضيف بلومبيرغ أن المعنويات العالمية تأثرت كذلك بتصريحات متحفظة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض الفائدة، تزامنًا مع بيانات عمل مؤجلة أظهرت نوعًا من الاستقرار قبل الإغلاق الحكومي الأخير. ونقلت الوكالة عن نِك توييديل، كبير المحللين في AT Global Markets، قوله إن المخاوف المتعلقة بالتقييمات وضعف بيانات التوظيف باتت تهيمن على جلسات التداول، مشيرًا إلى أن السوق أصبح يتحرك في «بيئة بيع عند الصعود».

وفي أسواق السلع، تذكر بلومبيرغ أن أسعار النفط تتجه إلى خسارة أسبوعية تتجاوز 2% مع تداول خام برنت دون 63 دولارًا للبرميل، متأثرة بعزم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العمل على خطة سلام جديدة، وفي وقت تدخل فيه العقوبات الأميركية على شركتي النفط الروسيتين الكبيرتين حيّز التنفيذ.