الصين تضخّ 3.5 ملايين دولار بعد خفض أميركي بـ400 مليون لمكافحة HIV في جنوب أفريقيا

أعلنت الصين عن تمويل برامج للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في جنوب أفريقيا للمرة الأولى، في خطوة تُعدّ مساهمة صغيرة لسدّ الفراغ الهائل الذي خلّفه خفض التمويل الأميركي هذا العام، وفق ما أفادت بلومبيرغ اليوم الخميس. وستقدم بكين 3.5 ملايين دولار خلال العامين المقبلين، مقارنةً بحوالى 400 مليون دولار من التمويل الأميركي الذي ألغته إدارة الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من العام.
وتُعدّ جنوب أفريقيا صاحبة أضخم وباء HIV في العالم، إذ يعيش فيها نحو 8 ملايين شخص مصاب بالفيروس المسبب لمرض الإيدز. وتأتي هذه المساهمة الصينية في وقت أصبح فيه الحدّ من الإصابات الجديدة أكثر صعوبة، حيث تتأثر الفتيات المراهقات والشابات بشكل غير متناسب، بحسب ما قالته وينّي بيانييما، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، في مؤتمر عُقد في بريتوريا.
وفي حين بدأت الولايات المتحدة هذا الأسبوع توزيع دواء الوقاية الجديد ليناكابافير في 12 دولة أفريقية، فإنّ جنوب أفريقيا لم تُدرج ضمن هذا البرنامج حتى الآن، وهو ما يتزامن مع تدهور العلاقات بين بريتوريا وواشنطن منذ تولّي ترامب الحكم في كانون الثاني/ يناير.
وقال جيريمي لوين، كبير مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية للمساعدات الخارجية، في تصريح بتاريخ 18تشرين الثاني/ نوفمبر، إنّ الدول التي "تمتلك موارد كبيرة مثل جنوب أفريقيا" ينبغي تشجيعها على تمويل جرعات الدواء لشعوبها. وتقوم جنوب أفريقيا فعلياً بتمويل 83% من برنامجها الوطني لمكافحة HIV.
وسيساهم البرنامج الصيني في دعم 54 ألف مراهق وشاب داخل المعاهد والكليات التقنية والمهنية عبر البلاد، من خلال توفير معدات الفحص وأجهزة توزيع الواقيات. كما سيقدّم دعماً لـ 500 شخص من متعاطي المخدرات بعضهم في السجون عبر برامج الحدّ من الضرر وعلاجات بديلة للمواد الأفيونية.
وكانت بيانييما قد حذّرت في وقت سابق هذا العام من أنّ الاقتطاعات الأميركية التي لطالما قادت جهود مكافحة HIV/AIDS عالمياً وأنقذت ملايين الأرواح ستعرقل الخطة العالمية لإنهاء المرض كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030.
وفي السياق ذاته، يأمل الصندوق العالمي وهو شراكة مستقلة تعتمد أساساً على تمويل حكومي جمع ما لا يقل عن 18 مليار دولار لدورة تمويل 2028-2026، خلال اجتماعه يوم الجمعة في جوهانسبورغ على هامش قمة مجموعة العشرين. ويُعدّ نجاح هذا المسعى أساسياً لتوسيع الجهود في مكافحة الإيدز والسل والملاريا، وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية في الدول الأكثر احتياجاً.
