قلق الذكاء الاصطناعي يهز السوق: تراجع في الأسهم الأميركية وتقلبات فوق مستوى 27

تراجعت الأسهم الأميركية وألغت مكاسبها المبكرة، مع تجدد المخاوف المرتبطة بتداولات الذكاء الاصطناعي وارتفاع تقييمات السوق بعد الارتفاع شبه المتواصل منذ نيسان/ أبريل، بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ اليوم الخميس.

وتراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7% عند الساعة 12:23 ظهراً في نيويورك، بعد أن كان قد صعد بنسبة 1.9% في وقت سابق من الجلسة. كما هبط مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.1% مع انخفاض سهم Nvidia بنسبة 1.4%. وظل مؤشر التقلبات VIX قرب مستوى 27، أي فوق عتبة 20 التي تُقلق المتعاملين. كما انخفض مؤشر تتبع أسهم الماغنيفيسنت سفن بنسبة 0.4%.

ولا تزال مضاعفات ربحية الأسهم الأميركية عند مستويات مرتفعة تشبه فترات الحماسة الزائدة السابقة، رغم الانخفاض الأخير الذي دفع مؤشر S&P 500 نحو تسجيل أسوأ أداء لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر منذ 2008. ويتداول المؤشر حالياً عند 22 ضعفاً للأرباح المتوقعة خلال 12 شهراً، مقارنة بمتوسط عشر سنوات يبلغ 18.

كما أثّرت حالة عدم اليقين بشأن الذكاء الاصطناعي وما إذا كان يدرّ إيرادات وأرباحاً كافية لتبرير الإنفاق الضخم على البنية التحتية على معنويات السوق، وفق ما أوضح مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في Miller Tabak + Co. LLC، قائلاً: «هل سيكون الذكاء الاصطناعي مربحاً كما يسعّر السوق؟ هذا هو السؤال الأساسي». وأضاف أن المتداولين متخوّفون من مدى ربحية استثمارات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة، ما يدفع كثيرين إلى «سحب بعض الرهانات من على الطاولة».

وانخفض مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات بنسبة 2.7%، وهو المؤشر الذي يضم أسهماً مثل AMD وBroadcom وMarvell. وكان سهم Nvidia قد صعد سابقاً 3.2% بعد إعلان نتائجها الفصلية التي خففت القلق حول القطاع.

ووفق كيمبرلي فورست، المديرة الاستثمارية في Bokeh Capital Partners، فإن الارتفاع المبكر في السوق بدأ "يتلاشى"، وربما كان ارتفاع حسابات القبض لدى Nvidia السبب في توتر المتداولين، مضيفة: «إذا كانت المنتجات تُباع بسرعة، فلماذا لا تحصلون على مستحقاتكم؟».

وشهد يوم الخميس أيضاً صدور تقرير حكومي طال انتظاره حول الوظائف، والذي أظهر ارتفاعاً في وتيرة خلق الوظائف في سبتمبر، مقابل ارتفاع طفيف في معدل البطالة، ما يشير إلى أن سوق العمل كان يتجه نحو الاستقرار قبل الإغلاق الحكومي. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من نشر محضر اجتماع الفيدرالي الأخير، والذي أظهر انقساماً حول مسألة خفض الفائدة مرة أخرى.

وقالت وزارة العمل الأربعاء إنها لن تصدر تقريراً كاملاً للوظائف عن شهر تشرين الأول/ أكتوبر بسبب الإغلاق الحكومي، الذي حال دون احتساب معدل البطالة وبعض البيانات الأساسية الأخرى. فيما أظهرت بيانات منفصلة أن طلبات إعانة البطالة انخفضت الأسبوع الماضي إلى 220 ألفاً، ما يشير إلى تمسّك الشركات بعمالها رغم الضبابية الاقتصادية.

وفي سياق آخر، هوت أسهم Bath & Body Works بنسبة 25% في طريقها لأسوأ جلسة منذ آذار/مارس 2020 بعد أن خفّضت الشركة توقعاتها لأرباح العام كله بسبب ضعف معنويات المستهلكين. كما تراجع سهم Palo Alto Networks بنسبة 2.4% بعد أن جاءت توقعات الأرباح والإيرادات أقل من توقعات المستثمرين.