Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

أجهزة كمومية لتجاوز مشاكل GPS في ميادين الحرب

kkkkkkkk

اختبرت الولايات المتحدة جهازًا كموميًا مبتكرًا على طائرة صغيرة في مدينة غريفيث الأسترالية، يمكن أن يغير طريقة تنقل الطائرات بدون طيار والسفن والطائرات الأميركية في ميادين المعارك المستقبلية، ليكون بديلًا عن نظام GPS الذي أصبح غير موثوق بسبب التشويش والتزوير المتكرر من خصوم محتملين مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية.

وفقاً لمصادر وول ستريت جورنال نهار الاربعاء , يعتمد الجهاز على تسليط أشعة ليزر على ذرات الروبيديوم، التي تتصرف مثل إبرة البوصلة، لقياس المجال المغناطيسي للأرض في الوقت الفعلي، ويمكن مقارنة القراءات بخريطة مغناطيسية لتحديد الموقع بدقة، ما يوفر نظام ملاحة مستقل عن الأقمار الصناعية.

تأتي أهمية هذه التقنية في ظل المخاطر التي يواجهها الجيش الأميركي وحلفاؤه، إذ أظهرت الحرب في أوكرانيا أن نظام GPS يتعرض بشكل متكرر للتشويش والتزوير، ما يعيق قدرة القوات على التنقل والمناورة. ويشكل هذا الخلل أيضًا تهديدًا للطائرات المدنية، حيث أصبح تزوير إشارات GPS خطرًا يهدد الملاحة الجوية التجارية. ويبرز هذا التحدي في سياق تطوير روسيا والصين لقدرات الحرب الإلكترونية، فضلاً عن ضعف إشارات GPS التقليدية وسهولة حجبها، رغم محاولات الولايات المتحدة نشر إشارة GPS أكثر قوة ومرونة تُعرف باسم M-code، التي لم تُغطَّ بعد بأجهزة الاستقبال اللازمة لاستخدامها.

كما يعمل البنتاغون على تطوير أجهزة استشعار كمومية أكثر متانة وموثوقية، عبر برنامج البحث والتطوير الذي يشارك فيه كل من شركة Q-CTRL الأسترالية وشركة Safran Federal Systems الأمريكية. وتتميز الأجهزة الكمومية بحساسية عالية تجعلها دقيقة جدًا في قياس الزمن والملاحة، لكنها عرضة للتأثر بالاهتزازات والتداخل الكهرومغناطيسي، ما يفرض تطوير أنظمة وبرمجيات لإزالة التشويش وتحسين الأداء في البيئات الواقعية.

وفي نفس السياق ووفقاً لمصادر وول ستريت جورنال, تتضمن هذه الأجهزة الكمومية ساعات دقيقة لتعزيز دقة الوقت، وجهاز استشعار للجاذبية يمكنه تحديد الموقع عبر اكتشاف تغييرات طفيفة في قوة الجاذبية، ما يزيد دقة التنقل في ظروف الحرب المعقدة. وأكدت تانيا مونرو، العالمة الرئيسية في وزارة الدفاع الأسترالية، أن الاستشعار الكمومي أصبح أولوية استراتيجية لضمان القدرة على العمل في غياب كامل لنظام GPS، مشيرة إلى أن التجارب التي أجرتها أستراليا على سفنها أظهرت فعالية كبيرة للجهاز في قياس المجال المغناطيسي للأرض ومقارنته بالخريطة المغناطيسية لتحديد الموقع بدقة.

تأتي هذه التطورات ضمن سباق تسلح حديث في مجال الملاحة، حيث يسعى الجيش الأميركي وحلفاؤه لتأمين بدائل دقيقة وموثوقة لنظام GPS في مواجهة التشويش الإلكتروني والتزوير المتزايد، وضمان القدرة على التنقل بدقة في ميادين الحرب المستقبلية، خصوصًا في بيئات يُطلق عليها "المتنازع عليها"، حيث تُحظر الإشارات الفضائية أو تُعيق بشكل متعمد. ويأمل الخبراء أن تشكل الأجهزة الكمومية تغييرًا في قواعد اللعبة، مع تعزيز قدرة القوات العسكرية على المناورة واتخاذ القرارات بشكل دقيق وسريع، حتى في أصعب الظروف الحربية.