Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

رهانات الديون المشبّعة تسرّع خسائر أسواق العملات المشفّرة

IMG_9450

نقلاً عن وول ستريت جورنال يوم الثلاثاء، أظهرت التطورات الأخيرة في سوق العملات المشفّرة أن الرافعة المالية التي غذّت المكاسب الكبيرة هذا العام باتت اليوم عاملاً أساسياً في تضخيم الخسائر، بعدما أدّت موجة بيع حادة خلال الأسبوعين الماضيين إلى كشف مخاطر الديون المستخدمة في التداول. وقالت الصحيفة إن المستثمرين يملكون اليوم أدوات أكثر من أي وقت مضى لوضع رهانات معقّدة في سوق الكريبتو، إذ تتيح بعض المنصات للمستخدمين وضع دولار واحد فقط من أموالهم مقابل تعرّض يوازي 100 دولار من “بيتكوين”. وقد يؤدّي ذلك إلى أرباح ضخمة عند تحرك السوق بالاتجاه المناسب، لكنه في المقابل قد يعرّضهم لخسائر كبيرة وتصفية مراكزهم إذا لم يضيفوا تمويلاً كافياً.

ووفق وول ستريت جورنال، ارتفعت عمليات التصفية اليومية عبر منصات التداول هذا العام، وقفزت إلى مستوى قياسي في تشرين الأول/أكتوبر بحسب بيانات “كوين غلاس”، وذلك بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجئ عن رسوم جمركية جديدة على الصين، ما أدّى إلى موجة بيع في سوق العملات المشفّرة دفعت المنصات إلى إغلاق المراكز الغارقة في الخسائر. وقال نيكولاي سوندرغارد، المحلل في شركة البيانات “نانسن”: “في النهاية، يمكنك أن تستثمر بأكثر مما تملك، لكن هذا يعني أيضاً أنك ستُعاقَب إذا لم تُحسن إدارة المخاطر”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الضغط على المتداولين أصحاب الرافعة المالية كان محوراً رئيسياً في الهبوط الأخير، إذ فقدت “بيتكوين” نحو 27% من قيمتها منذ أن سجّلت أعلى مستوى فوق 126 ألف دولار في تشرين الأول/أكتوبر، قبل أن تتراجع إلى 92 ألف دولار، أدنى مستوى منذ نيسان/أبريل. وقال المستثمر الفردي كيفن وان، البالغ 33 عاماً، والذي يتداول العملات المشفّرة منذ عام 2013، إن “الأسبوعين الماضيين كانا قاسيين جداً على كثير من الناس”.

وأوضح وان أنه بدأ البيع على المكشوف حين لامست “بيتكوين” 106 آلاف دولار، مستخدماً رافعة مالية قدرها 20 مرة عبر أحد المنصات، وتمكن من تحقيق ربح بنحو 120 ألف دولار بعد الهبوط. وأضاف: “تعلّمت من الدورات السابقة أن أضع أموالاً في أماكن لا يمكنني الوصول إليها بسهولة، لأنه من السهل جداً الوقوع في فخّ التداول الانتقامي والانحدار في الأداء عندما تصبح السوق صعبة”.

وتقول وول ستريت جورنال إن تراجع “بيتكوين” الأخير ألحق خسائر أيضاً بالشركات التي تعتمد نموذج خزينة العملات المشفّرة، إذ باعت هذه الشركات أسهماً أو اقترضت أموالاً طوال العام لاستثمارها في “بيتكوين” و”إيثر” وغيرها. وقد هبط سهم شركة “Strategy”، التي تُعدّ من أوائل الشركات التي استخدمت الأموال المؤسسية لتجميع “بيتكوين”، بنسبة 29% خلال الشهر الماضي، بينما تراجع سهم “BitMine Immersion Technologies”، المدعومة من بيتر ثيل والتي يديرها الخبير المخضرم توم لي، بنسبة 35%، وهي نسبة أسوأ من أداء “بيتكوين” نفسها التي هبطت 13% في الفترة ذاتها. وأشارت الصحيفة إلى أن مؤسسات منظمة ومتداولين محترفين يتحوّلون اليوم إلى استراتيجيات أكثر تعقيداً تشمل الخيارات والعقود الآجلة و”أسهم الخزينة” وحتى الإقراض القائم على العملات المشفّرة.

وبحسب وول ستريت جورنال، لم يكن لدى المستثمرين الأميركيين في السابق وصولٌ كبير إلى هذه الاستراتيجيات عالية المخاطر، لكن ذلك تغيّر هذا العام مع إعادة انتخاب ترامب وتبنّي واشنطن نهجاً أكثر دعماً لقطاع الكريبتو. وقد أطلقت منصة “كوين بيس”، أكبر منصة أميركية، عقود “Perpetual Futures” هذا الصيف، وهي عقود لا تنتهي وتتيح تداول العملات الرقمية برافعة تصل إلى 10 مرات. كما تخطط “Cboe” لإطلاق عقود مستمرة لبيتكوين وإيثر تمتدّ لعشر سنوات في كانون الأول/ديسمبر.

وتقول الصحيفة إن الإقراض بالعملات المشفّرة عاد أيضاً إلى الواجهة، وهو يشبه إلى حد كبير النشاط المصرفي التقليدي، حيث تجمع المنصات ودائع من بعض المستخدمين ثم تقرضها لمستخدمين آخرين بفائدة أعلى. لكن على عكس المصارف التقليدية، غالباً ما تعرض المنصات عوائد أعلى بكثير من تلك المتوفّرة في حسابات الادخار بالدولار. وعندما انهارت الأسواق في عام 2022، تعثّر العديد من هذه المؤسسات. ومع ذلك، بلغ إجمالي القروض القائمة لدى المقرضين المركزيين والمنصات اللامركزية مستوى قياسياً عند نحو 74 مليار دولار نهاية أيلول/سبتمبر، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 69 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2021، وفق أبحاث “غالاكسي ديجيتال”.