حصيلة اليوم الختامي لمؤتمر "بيروت وان"... سلام: الإصلاح الجذري الطريق الوحيد للإنقاذ

اختُتِم مؤتمر "بيروت واحد"، المنعقد برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في Seaside Pavilion على الواجهة البحرية لبيروت، بأعمال يومه الثاني الذي تضمّن خمس جلسات تمحورت حول شعار "الثقة المستعادة لإعادة تحفيز الاستثمار في الاقتصاد اللبناني".

الجلسة الأولى: البنى التحتية ورأس المال

ناقشت الجلسة الأولى ملف إعادة بناء رأس المال عبر مشاريع البنى التحتية الضخمة. وأكد وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أنّ لبنان يمتلك موارد غنية تعاني من سوء إدارة، مشيراً إلى أن الوزارة تهدف إلى توليد إيرادات تفوق ملياري دولار. وكشف عن اهتمام شركات عالمية بالاستثمار في مطار رينيه معوّض، لافتاً إلى الاتجاه نحو إشراك القطاع الخاص في العمليات التشغيلية.

من جهته، شدد الشريك الإداري في I Squared Capital صادق وهبة على ضرورة وجود قضاء مستقل وبيئة سياسية مستقرة لجذب الاستثمار، فيما رأى المدير العام لـ CMA CGM في لبنان جوزيف دقاق أن الاستثمارات ينبغي أن تقوم على رؤية طويلة الأمد للبنى التحتية. كذلك شدّد ممثلو مؤسسة التمويل الدولية وشركة "السويدي إلكتريك" على أهمية تطوير المطارات والطاقة واعتماد تشريعات واضحة للاستثمار.

الجلسة الثانية: الاتصالات والاقتصاد الرقمي

أعلن وزير الاتصالات شارل الحاج خلال الجلسة الثانية إطلاق رؤية وطنية جديدة لتحويل القطاع إلى محرّك للنمو الاقتصادي، كاشفاً عن خطة ثلاثية تشمل توسيع شبكة الألياف الضوئية، وتحديث شبكات الخليوي للوصول إلى تغطية 5G بنسبة 70%، وتعزيز الربط الدولي بكابل بحري جديد واعتماد خدمات الأقمار الاصطناعية. كما أكد أن تفعيل هيئة تنظيم الاتصالات وتأسيس "ليبان تيليكوم" سيسمحان بشراكات وفق نموذج PPP.

ورأى الشريك الأول في Strategy& شادي سمايرا أن نجاح القطاع يتطلب سرعة في التنفيذ ومنصة واضحة للمستثمرين.

الجلسة الثالثة: السياحة والتجارة والضيافة

عرضت وزيرة السياحة لورا الخازن لحود واقع القطاع الذي حافظ على تماسكه رغم الأزمات، مشددة على أهمية الحفاظ على الجودة وتوجيه الاستثمار نحو مجالات تتوافق مع هوية لبنان، إضافة إلى ربط السياحة بالتحول الرقمي وتفعيل دور الاغتراب في الاقتصاد.

كما أكد نقولا شماس أن القطاع التجاري مستمر في عمله رغم الظروف، فيما رأى عدد من المتحدثين أن الأزمة يمكن تحويلها إلى فرصة استثمارية شرط تحديث القوانين وتسهيل الإجراءات.

الجلسة الرابعة: التكنولوجيا والشركات الناشئة

ناقشت الجلسة الرابعة بيئة الابتكار في لبنان، حيث أشار الوزير كمال شحادة إلى أن التشريعات الحالية غير ملائمة لعصر التكنولوجيا، داعياً إلى بناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي واستكمال مركز البيانات والهوية الرقمية.

وأكد متحدثون من Multilane وBerytech وGlobivest وToters وجود فرص واسعة لنمو الشركات الناشئة، بشرط تسريع القرارات الحكومية وتوفير بيئة استثمارية واضحة.

الجلسة الخامسة: الصناعة اللبنانية

سلّطت الجلسة الختامية الضوء على القطاعات الإنتاجية المحلية، حيث شدد وزير الصناعة جو عيسى الخوري على أهمية الصناعة كأكبر رب عمل في البلاد، داعياً إلى دعمها لحماية البيئة وتحفيز بقاء القدرات البشرية. واعتبر نعمة افرام أن الصناعة هي الركيزة الأكثر صلابة في الاقتصاد اللبناني.

كما تناول متحدثون آخرون دور الصناعات الزراعية المبتكرة، وتطوير الروبوتات محلياً، وأهمية الحفاظ على الحرف اللبنانية كجزء من الهوية الاقتصادية.

وختم المؤتمر بكلمة لرئيس مجلس الوزراء نواف سلام أكد فيها أنّ لبنان ما زال بلداً مليئاً بالفرص، لكنه يحتاج إلى استكمال مسار الإصلاحات ليواكب مستوى الطموحات. فبعد الشروع برفع السرية المصرفية، لا تزال أمام الدولة محطة أساسية تتمثّل في إقرار قانون الانتظام المالي المعروف بـ"الفجوة المالية".

وأشار سلام إلى أنّ أي استثمار لن يجد طريقه إلى لبنان من دون ترسيخ الأمن والاستقرار وبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها بإمكاناتها الذاتية، وهي مهمة تتطلب مقاربة جدية وحاسمة.

عشاء في السراي الحكومي تكرمياً للمشاركين

وخلال عشاء أقامه في السراي تكريماً للمشاركين في اختتام مؤتمر "بيروت وان"، شدّد على أنّ الإنقاذ لا يتحقّق إلا عبر إصلاحات جذرية تؤسس لدولة عصرية قادرة على استعادة ثقة مواطنيها وثقة الأشقاء العرب والمجتمع الدولي.

ولفت سلام إلى أنّ نهوض لبنان مرتبط بالشراكة مع عمقه العربي، مشيراً إلى أنّ الحكومة تكثّف جهودها السياسية والدبلوماسية لتنفيذ إعلان وقف العمليات العدائية الذي أقرّته الحكومة السابقة في تشرين الثاني 2024، وتأمين الظروف اللازمة لعودة الأهالي إلى مناطقهم وإعادة إعمار ما تضرّر.

و عبّر في مستهل كلمته عن تقديره الكبير للوزير عامر البساط ولجميع من أسهم في نجاح هذا الحدث الكبير.