ترامب يلوّح بإقالة بيسنت لخفض الفائدة: هجوم جديد على باول قبل 2026

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بنبرة تجمع بين المزاح والضغط السياسي، إنه قد يقيل وزير الخزانة سكوت بيسينت إذا لم ينجح في دفع أسعار الفائدة إلى الانخفاض، في مؤشر جديد على استيائه من بطء الاحتياطي الفيدرالي في تسريع وتيرة خفض الفائدة. وجاءت تصريحات ترامب خلال فعالية استثمارية أميركية–سعودية في واشنطن، وفق ما أفادت به بلومبيرغ اليوم الأربعاء.
وأضاف ترامب موجّهًا كلامه لبيسينت: "الشيء الوحيد الذي يخطئ فيه سكوت هو الاحتياطي الفيدرالي. أسعار الفائدة مرتفعة جدًا يا سكوت، وإذا لم تُصلح الأمر بسرعة، سأطردك… حسنًا؟" وذلك في ظل تزايد الضغط الشعبي على الإدارة الأميركية لخفض تكاليف المعيشة. ويُذكَر أن الاحتياطي الفيدرالي هو الجهة المخوّلة بتحديد أسعار الفائدة القصيرة التي تحدد كلفة الاقتراض في أنحاء الاقتصاد الأميركي.
كما صعّد ترامب هجومه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، واصفًا إياه بأنه "عديم الكفاءة بشكل فاضح"، ومعتبرًا أنه "يستحق أن يُقاضى" بسبب تكلفة مشروع تجديد مباني البنك المركزي. وأكد أن بيسينت سبق أن أقنعه بالتراجع عن محاولة إقالة باول بالقوة.
وقال ترامب إن بيسينت طلب منه الانتظار لأن باول "لم يبقَ له سوى ثلاثة أشهر". وأضاف أن وزير الخزانة "صوت عقل" داخل الإدارة، مؤكّدًا للحضور أنه "قام بعمل جيد وأنهم محظوظون بوجوده"، رغم الخلاف حول ملف الفائدة. وقد حذر خبراء النقد الأميركي من أن أي إقالة قسرية لباول قد تزعزع استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وتربك الأسواق المالية.
في السياق نفسه، أشار ترامب إلى وزير التجارة هاورد لوتنيك قائلاً إن الأخير "أكثر ميلًا للإقالة"، مضيفًا: "أظنه سيقول: تخلّصوا منه فورًا."
تأتي هذه التصريحات فيما أظهرت محاضر أحدث اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي أن "عددًا كبيرًا" من أعضائه يرفضون خفض الفائدة في كانون الأول/ديسمبر. ورغم أن وزير الخزانة لا يملك سلطة مباشرة على تحديد معدل الفائدة، فإن ترامب يواصل الضغط من أجل خفض سريع وواسع، بينما لم يُقدم الفيدرالي على أكثر من خفضين هذا العام، كل منهما بمقدار 25 نقطة أساس. ورفض البنك المركزي التعليق على تصريحات الرئيس.
“مؤشر بيسينت”
يعتمد بيسينت على العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات باعتباره المؤشر الأساسي لكلفة الاقتراض، مشيرًا إلى أن هذا العائد تراجع هذا العام خلافًا لما يجري في اقتصادات متقدمة أخرى. ويُعد هذا العائد معيارًا رئيسيًا لمعدلات الرهن العقاري التي شهدت تراجعًا أيضًا.
كما يقود وزير الخزانة عملية اختيار رئيس الاحتياطي الفيدرالي المقبل، مع اقتراب انتهاء ولاية باول في أيار/مايو 2026. ورغم رغبة ترامب في تعيين بيسينت رئيسًا للبنك المركزي، فإن الأخير يفضّل البقاء في موقعه في وزارة الخزانة.
وبحسب بلومبيرغ، قد وضع بيسينت قائمة بالمرشحين المحتملين لقيادة الفيدرالي، تضم كريستوفر والر وميشيل بومان من الأعضاء الحاليين، والحاكم السابق كيفن وورش، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، ومسؤول “بلاك روك” ريك رايدر.
وقال ترامب الثلاثاء إنه يعتقد أنه "وجد خياره بالفعل"، دون الكشف عن أي تفاصيل، مكتفيًا بالإشارة إلى أنه يدرس مرشحين "مفاجئين" وآخرين "تقليديين"، وأن الخيار النهائي سيكون على الأرجح "تقليديًا".
