الصين تسجل طلبًا قياسيًا على السندات الدولية بـ234 مليار دولار

أفاد تقرير لبلومبيرغ أن الصين سجلت مستويات قياسية في بيع السندات الدولية، مع تقديم عروض شراء تجاوزت 234 مليار دولار خلال الأسبوعين الماضيين، ما يعكس تغيرًا كبيرًا في ثقة المستثمرين الدوليين في الأصول الصينية بعد فترة من التردد بسبب إجراءات كوفيد الصارمة وحملة الحكومة على القطاع الخاص.
وأظهرت البيانات أن مبيعات السندات باليورو والدولار، التي بلغت مجتمعة 8.6 مليار دولار، شهدت طلبًا قياسيًا وصل إلى 25 مرة حجم الطرح بالنسبة لسندات اليورو و30 مرة بالنسبة للسندات الدولارية. وقد مكن هذا الطلب القوي الصين من اقتراض الدولار بنفس تكلفة سندات الخزانة الأمريكية تقريبًا، في حين حققت إصدارات اليورو مستوى فائدة أقل من متوسط سنداتها السابقة، و20 نقطة أساس أعلى قليلًا من السندات الألمانية المماثلة عند التسعير.
وأشار محللون إلى أن الاهتمام المتزايد بالأصول الصينية جاء مع تعافي الأسهم منذ أبريل نتيجة تخفيف التوترات التجارية والسياسات الداعمة للنمو مثل السعي للاعتماد التكنولوجي الذاتي. وقال صموئيل تسه، كبير الاقتصاديين في بنك DBS: "نشهد تحولًا واضحًا لرأس المال من الأسواق المتقدمة إلى الأسواق الناشئة مع استمرار ارتفاع نسب الدين العام في الولايات المتحدة وفرنسا واليابان والمملكة المتحدة. آسيا تستفيد من هذا التحول، والصين في صدارة اختيارات المستثمرين".
وتمثل أوروبا 51% من مشتريات سندات اليورو الأخيرة، فيما اشترى المستثمرون في آسيا 35%، وفقًا لوزارة المالية الصينية، بينما تعكس هذه الأرقام استمرار إقبال المستثمرين على تنويع محافظهم الاستثمارية نحو الأصول الآسيوية عالية الجودة، وفق كيث تشيونغ من ستاندرد تشارترد، أحد منظمي عمليات البيع.
وأكد لين سونغ، كبير الاقتصاديين لشؤون الصين الكبرى في ING Bank، أن الأصول الصينية لا تزال دون وزنها النسبي في الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن المحافظ الاستثمارية العالمية يجب أن تضم بعض التعرض لهذه الأصول لتحقيق تمثيل عالمي متوازن.
وأوضحت بلومبيرغ أن مبيعات السندات الصينية جاءت في وقت أظهرت فيه الأصول الصينية مرونة ملحوظة رغم تقلبات أسواق الأسهم التقنية في الدول المتقدمة، وهو ما عزز النظرة الإيجابية للمستثمرين الأجانب بعد سياسة التوجه الجديدة في الربع الثالث من 2024، بحسب كاري يونغ من Pictet Asset Management.
