محكمة أميركية تسقط دعوى الاحتكار ضد ميتا وتمنح الشركة انتصاراً قانونياً بارزاً

أسقط قاضٍ فيدرالي أميركي دعوى لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) ضد شركة ميتا، المالكة لفيسبوك، والتي اتهمتها فيها بالاحتفاظ باحتكار غير قانوني في سوق وسائل التواصل الاجتماعي، لتنهي المحكمة واحدة من أبرز قضايا مكافحة الاحتكار ضد شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة.

وفقاً لمصادر وول ستريت جورنال اليوم , أكّد القاضي جيمس بوازبرغ أن اللجنة لم تثبت أن استحواذ ميتا على إنستغرام (2012) وواتساب (2014) منحها هيمنة احتكارية مستمرة في شبكات التواصل الاجتماعي الشخصية، مشيراً إلى أن المنافسة اليوم باتت واضحة، خصوصاً من جانب تيك توك الذي وصفه بـ"المنافس الأبرز لميتا".

في السياق ذاته , خلال محاكمة استمرت ستة أسابيع، عجز محامو اللجنة عن تقديم أدلة كافية تبيّن وجود فصل واضح بين استخدام الجمهور لفيسبوك وإنستغرام، وبين استهلاك المحتوى على تطبيقات منافسة مثل تيك توك ويوتيوب.

كما أضاف بوازبرغ في قراره الممتد على 89 صفحة أن اللجنة لم تُظهر أن ميتا ما تزال تملك قوة احتكارية، رغم ادعائها بأن الانتقال الكبير نحو الفيديو الترفيهي جعل منصّات ميتا في موقع منفصل عن المنافسين. وارتفعت أسهم الشركة بعد صدور الحكم.

ووفقاً لمصادر وول ستريت جورنال , تُعد الدعوى جزءاً من تحرك حكومي بدأ عام 2020 خلال إدارة ترامب، قبل أن تُعاد صياغة ملفّها تحت إدارة بايدن بقيادة الرئيسة السابقة للجنة لينا خان، ويصل إلى المحاكمة في نيسان/أبريل الماضي. وكانت اللجنة قد طالبت بتفكيك استحواذ ميتا على إنستغرام وواتساب، كما طالبت بتسوية وصلت قيمتها إلى 30 مليار دولار قبل المحاكمة، في حين عرض مارك زوكربيرغ 450 مليون دولار.

بالإضافة , يبرز القرار التحديات التي تواجه الجهات الرقابية الأميركية في فرض قوانين مكافحة الاحتكار داخل قطاع التكنولوجيا المتسارع، حيث يتغير المشهد التنافسي بسرعة تفوق قدرة الحكومة على التقاضي، كما حدث في قضية سابقة ضد غوغل، التي أظهرت أن دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأ يحدّ من هيمنة الشركات الكبرى.

في الختام ورغم أن بعض المشرعين الجمهوريين اتهموا فيسبوك سابقاً باستخدام نفوذه للحد من محتوى يتعلق بجائحة كورونا أو الانتخابات الأميركية، إلا أن لجنة التجارة الفيدرالية لم تقدّم في المحاكمة أي حجج تتعلق بالرقابة أو حرية التعبير.