انهيار العملات البديلة: تهاوٍ تاريخي لأصغر الرموز الرقمية إلى أدنى مستوياتها منذ 2020

تواصل سوق العملات المشفّرة تسجيل خسائر حادة من دون أي مؤشرات على التراجع، فيما تتكبّد أكثر الرموز خطورة النسبة الأكبر من هذا الهبوط. فقد هبط مؤشر MarketVector Digital Assets 100 Small-Cap الذي يرصد أداء أصغر 50 أصلاً رقمياً ضمن سلة من 100إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2020 يوم الأحد، قبل أن يستعيد جزءاً بسيطاً من تراجعه.
وجاء هذا الانخفاض في وقت محا فيه البيتكوين، أكبر العملات المشفّرة، مكاسبه البالغة نحو 30% التي حققها خلال 2025 حتى أوائل أكتوبر حين سجل مستوى قياسياً. أما العملات البديلة (Altcoins)، التي تُعد مقياساً لشهية المخاطرة في أكثر أجزاء السوق مضاربة، فقد ظلّت متخلّفة بشكل واضح عن العملات ذات القيمة السوقية الأكبر منذ مطلع 2024 بحسب بلومبيرغ.
وخلافاً للاتجاهات التقليدية خلال موجات الصعود السابقة، حيث كان مؤشر العملات صغيرة القيمة السوقية يتفوق على نظيره كبير القيمة بفضل إقبال المتداولين على الرهانات عالية المخاطر، فقد انعكس هذا المشهد العام الماضي عقب موافقة الولايات المتحدة على منتجات متداولة في البورصة مرتبطة بالبيتكوين والإيثر، والتي جذبت حصة كبيرة من التدفقات المؤسسية.
ويهدد ضعف سوق العملات البديلة خطط مُصدري الصناديق لطرح مجموعة من صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المرتبطة بهذه الأصول. فحتى منتصف أكتوبر، كان هناك نحو 130 طلباً لإطلاق صناديق ETF خاصة بعملات صغيرة قيد المراجعة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، وفق بيانات "بلومبيرغ إنتليجنس".
ومن بين هذه المنتجات، صندوق مرتبط بعملة دوجكوين التي انطلقت أساساً كمزحة عام 2013 بدأ تداوله في سبتمبر تحت الرمز DOJE. ومع ذلك، تُظهر بيانات بلومبيرغ أنه لم يشهد أي تدفقات مالية منذ 15 أكتوبر، فيما تراجعت دوجكوين بنحو 13% خلال الشهر المنصرم وفقاً لبلومبيرغ.
ويرى براتيك كالا، مدير المحفظة في صندوق التحوّط الأسترالي Apollo Crypto، أن المتداولين الأفراد باتوا أكثر وعياً بدروس الدورات السابقة، قائلاً:
"الموجة الصاعدة لا ترفع جميع القوارب إنها ترفع القوارب الجيدة فقط."
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، سجّل مؤشر العملات صغيرة القيمة السوقية تراجعاً يقارب 8%، في حين قفز مؤشر العملات كبيرة القيمة بنحو 380%، ما يعكس الانShift الواضح في تفضيلات السوق بحسب ما نقلته بلومبيرغ.
ولا تزال السوق الأوسع نطاقاً ترزح تحت تأثير انهيار 10 أكتوبر، الذي أدّى إلى تصفية مراكز بقيمة تقارب 19 مليار دولار ومحو أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية لكافة الرموز. ومنذ ذلك التاريخ، تراجعت شهية المخاطرة بشدة، وواصل المتداولون الابتعاد عن العملات الأكثر مضاربة.
