إفريقيا تدفع أعلى تكاليف إقتراض في العالم رغم إنخفاض أسعار الفائدة العالمية

تواصل الدول الإفريقية دفع أعلى معدلات الفائدة على الديون في العالم، حتى مع إنخفاض أسعار الفائدة العالمية ونضوج أسواق القارة، وفقًا لما أفاد به مسؤولون ومستثمرون.

وقال دانييل ليبتكين من Citigroup Inc.، الذي ساعد في إدارة معظم مبيعات السندات الدولية من إفريقيا هذا العام والتي بلغت قيمتها 18 مليار دولار، أن هناك فرقًا هيكليًا في العوائد يجعل الدول الأفريقية تدفع أكثر للإقتراض، بحسب بلومبيرغ.

ويشير العديد من صناع السياسات والمستثمرين إلى أن هذا الفرق مبرر جزئيًا بسبب سجل التخلف عن السداد في دول مثل غانا وزامبيا، بالإضافة إلى السياسة المضطربة والفساد، وحجم الدول الإفريقية الصغير وحداثتها في الإقتراض.

من جهة أخرى، يرى وزير المالية الجنوب إفريقي، إينوخ جودونغوانا، أن القارة تواجه تحيزًا من وكالات التصنيف والمنظمات الدولية والمستثمرين، مشيرًا إلى أن الدول ذات المؤشرات المالية المماثلة تحصل على تصنيف أفضل من الدول الأفريقية، وفق بلومبيرغ.

وأطلقت Africa Finance Corp.، وهو بنك تنموي، على هذا الأمر مصطلح "علاوة التحيز"، مقدرة أن القارة تنفق ما يصل إلى 75 مليار دولار سنويًا كتكلفة إضافية على الإقتراض، في وقت يزداد فيه الإهتمام بالأسواق الناشئة.

وتوضح بيانات صندوق النقد الدولي أن دول إفريقيا جنوب الصحراء تدفع حوالي نصف نقطة مئوية أكثر في سوق السندات مقارنة بالدول المصنفة بالمستوى نفسه، وتزداد العلاوة خلال أوقات الأزمات، لكنها تختفي عند الأخذ بعين الإعتبار قضايا الحوكمة وشفافية الميزانية.

وفي مقارنة بين دولتين باعتا سندات لمدة 12 عامًا الشهر الماضي، دفعت كينيا، المصنفة درجة واحدة أدنى من البحرين وفق تصنيف S&P Global Ratings، 9.2% على سنداتها، بينما باعت البحرين بسعر 6.625%، بحسب بلومبيرغ.

وقال أندرو ماثيني، إقتصادي إفريقيا في Goldman Sachs Group Inc.، أن غانا حالة مبررة لإرتفاع العائد بسبب التخلف عن السداد في 2022، لكنه أشار إلى أن تداول سندات عام 2029 عند نحو 6% يظهر ثقة المستثمرين في خطة الرئيس جون ماهاما لإستعادة الثقة المالية في البلاد.

وأضاف ماثيني: “الحقيقة أن هذا يحدث بعد ثلاث سنوات فقط من تخلف الدولة عن السداد أمر مفاجئ نوعًا ما، ولا توجد دلائل واضحة على أن إفريقيا جنوب الصحراء تُعامل بشكل غير عادل في السوق”.