CPRM 2025: التحليل النفسي والهندسة المعمارية جسرا بين الإنسان والمكان

أصدر المؤتمر السنوي لمركز CPRM 2025 تقريراً تحت عنوان: “التحليل النفسي والهندسة المعمارية: عبور نحو الأمادية – نماذج النزوح والهجرة”.
وأتى مؤتمر هذا العام بسعيٍ لاستكشاف العلاقة العميقة بين النفس والمكان، وبين البناء المعماري والبناء النفسي، في تفاعل يلمس الذاكرة الفردية والجماعية، ويعبّر عن أثر المجال المادي في تشكيل الذات والهوية. واعتبر أن الهندسة المعمارية ليست مجرد ممارسة تقنية، بل انعكاس للعمق النفسي وللبنية الرمزية التي تحكم رؤيتنا للعالم، كما بيّنه كبار المحللين النفسيين مثل فرويد والكان، والمعماريين المبدعين الذين استلهموا البنية النفسية في مشاريعهم.
وأشار التقرير إلى أنه من خلال جلسات علمية ومحاضرات متخصّصة وطاولات مستديرة، سعى المؤتمر إلى توسيع الحوار بين التحليل النفسي والعمارة، وطرح تساؤلات حول أثر النزوح والهجرة والتحولات المكانية على الهوية النفسية والاجتماعية، في زمن تتقاطع فيه الأزمات مع الحاجة إلى مساحات للانتماء والتعبير.
وفي ختام أعمال المؤتمر، صدرت سلسلة من المقترحات الأكاديمية والمجتمعية المستوحاة من النقاشات بين المحللين النفسيين والمهندسين والباحثين، مؤكدة أن المدينة ليست بنية مادية فحسب، بل جسد رمزي يسكنه الناس بقدر ما يسكنهم.
وتم التأكيد أن هذه المقترحات تمثل خطوة أولى في مشروع أوسع يستعيد للمدينة وظيفتها كحاضنة للانتماء، وللمسكن دوره كإطار للذات، وللسياسة مسؤوليتها الأخلاقية في حماية الذاكرة الجماعية من المحو والتشويه.
وأشار التقرير إلى أن هذا النهار العلمي والبحثي تميّز بمشاركة محللين نفسيين وباحثين من فرنسا ولبنان، إلى جانب أكاديميين ومهنيين من الجامعات اللبنانية الرسمية والخاصة، في خطوة تعكس روح الانفتاح العلمي والتشبيك الأكاديمي التي يعتمدها المركز في برامجه وأنشطته. وجدّد مركز CPRM التزامه بجعل التحليل النفسي جسراً للتفاعل بين الإنسان ومجاله، وبناء مقاربة علمية وإنسانية تفتح أمام الفكر المعاصر.
