270 مزارعاً و400 مربّي نحل… إطلاق مجمّع زراعي–سياحي جديد في الشوف

افتتاح مركز جديد للزراعة المستدامة والسياحة الريفية في الشوف (الإنترنت)
أُطلق في الشوف الأعلى – جبل لبنان مجمّع جديد للزراعة المستدامة والسياحة الريفية البيئية، بهدف تعزيز الإنتاج الزراعي المحلي وتوسيع قدرة صغار المزارعين والتعاونيات على الوصول إلى الأسواق، إضافة إلى دعم السياحة البيئية كرافعة اقتصادية للمجتمعات الريفية.
أنشأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) مجمّع "سوق الجبل" بالشراكة مع اتحاد بلديات الشوف السويجاني، وبدعم مالي من الحكومة الألمانية عبر البنك الألماني للتنمية (KfW)، وذلك ضمن الجهود الهادفة إلى تنشيط سبل العيش وتعزيز الاقتصاد الريفي في منطقة الشوف.
وشهد حفل الافتتاح حضور وزير الزراعة نزار هاني، ورئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني كامل الغصيني، ومديرة مكتب البنك الألماني للتنمية في لبنان الدكتورة سولفيغ بول، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بليرتا أليكو، إلى جانب مزارعين وتعاونيات من مختلف قرى المنطقة.
ويضمّ المجمّع سوقاً مركزياً للخضروات بالجملة، ومحالاً للمنتجات الزراعية وتربية النحل، ومرافق تدريب، ومطبخاً مجتمعياً، إضافة إلى مكاتب إدارية. ومن المتوقع أن يستفيد منه أكثر من 270 مزارعاً ومزارعة، و400 مربٍ للنحل، و40 منتجاً غذائياً زراعياً، فضلاً عن توفير مصدر دخل مستدام لقرابة 50 امرأة يعملن في المطبخ المجتمعي.
وخلال الافتتاح، قال وزير الزراعة: "نحتفل اليوم بقصة نجاح تتمثّل بافتتاح هذا المجمّع الزراعي الذي يجسّد رؤية بعيدة المدى، ويشكّل إحدى الركائز الأساسية في الخطة الزراعية الجديدة 2026–2035. نطمح إلى تعميم هذا النموذج على مختلف المناطق اللبنانية ليكون صلة وصل فاعلة بين المزارعين والأسواق".
بدوره شدّد رئيس الاتحاد كامل الغصيني على أهمية البعد الاجتماعي للمشروع، قائلاً: "هذا المشروع استثمار طويل الأمد في الناس، وهم أثمن ما نملك. التحديات كبيرة، لكن الأمل أكبر، ونجاحه يتطلّب عملاً دؤوباً وتطويراً مستمراً وتعاوناً جماعياً. وهل نستطيع تحقيق ذلك؟ نعم، نستطيع، فلدينا الإرادة والالتزام".
من جانبها، اعتبرت الدكتورة سولفيغ بول أن المشروع يمثل نموذجاً للتنمية المتوازنة، موضحة: "يجسّد هذا المشروع روح التنمية المحلية الشاملة والإدارة المستدامة وتمكين المجتمع. وهو دليل على ما يمكن تحقيقه عندما تتكامل الرؤية والتعاون لمعالجة التحديات. إن دعم الحكومة الألمانية يعكس التزامها بدعم المجتمعات الريفية وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل".
أما الممثلة المقيمة للـUNDP بليرتا أليكو فأكدت على أهمية تقديم حلول واقعية للمجتمعات الريفية، مشيرة: "يفخر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتقديم حلول ملموسة تستجيب مباشرة لاحتياجات المجتمعات الزراعية. فالمزارعون هم العمود الفقري للاقتصادات المحلية، وهذا المرفق يساعدهم على استعادة دورهم الحيوي في بناء اقتصاد أكثر استدامة".
وترتكز المبادرة أيضاً على تعزيز التعاون مع المؤسسات العامة والخاصة، بما فيها وزارة الزراعة والمعهد اللبناني للبحوث الزراعية (LARI) والمدارس الزراعية المحلية، لضمان حصول المزارعين والتعاونيات على التوجيه الفني والدعم المستمر.
ومع تحسين الوصول إلى الأسواق، وخفض تكاليف النقل، ودعم مشاركة المرأة الاقتصادية، وتعزيز أنشطة السياحة البيئية، يُعد "سوق الجبل" خطوة أساسية نحو تنشيط الاقتصادات المحلية وتحويل الإمكانات الريفية إلى نمو مستدام، مع ترسيخ دور المجمّع كمحرّك رئيسي للتنمية الزراعية والسياحية في الشوف.
