Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

شركات التقنية تنفق 600 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي

freepik__surreal-and-dreamlike-expansive-futuristic-skyline__61408

أفادت وول ستريت جورنال بأن الإنفاق الضخم لشركات التكنولوجيا الكبرى على الذكاء الاصطناعي بدأ يضعف مراكز السيولة ويغير نموذج أعمالها التقليدي، مما قد يغير الطريقة التي ينظر بها المستثمرون إلى شركات مثل مايكروسوفت، ألفابت، وأمازون.

وقالت الصحيفة إن هذه الشركات أنفقت أكثر من 600 مليار دولار بين 2023 و2025 على مشاريع الذكاء الاصطناعي، مع توقع أن يصل إجمالي الإنفاق إلى تريليون دولار خلال أربع سنوات إذا استمرت الخطط الحالية، بما في ذلك الإيجارات طويلة الأجل لمراكز البيانات والمعدات الحاسوبية.

وأظهرت البيانات أن هذا الإنفاق بدأ يقلص السيولة النقدية لهذه الشركات: شكلت السيولة النقدية وما يعادلها لدى مايكروسوفت حوالي 16٪ من إجمالي الأصول في نهاية الربع الثالث من 2025، مقارنة بـ43٪ في 2020. أما لدى ألفابت وأمازون، فقد تقلصت السيولة النسبية مقابل الأصول المتزايدة نتيجة الإنفاق على بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي.

كما بدأت التدفقات النقدية الحرة تتأثر، حيث من المتوقع أن تسجل ألفابت وأمازون تدفقات نقدية حرة أقل هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وفي ما يخص مايكروسوفت، فإن تدفقها النقدي الحر سيظهر انخفاضاً لو احتسبت الشركة نفقات الإيجارات طويلة الأجل للمراكز والمعدات.

وبينت وول ستريت جورنال أن هذا الوضع دفع شركات مثل ميتا إلى مضاعفة ديونها عبر إصدار سندات بقيمة 30 مليار دولار، فيما باعت أوراكل سندات بقيمة 18 مليار دولار بعد توقيع صفقة سحابية مع OpenAI تبلغ قيمتها 300 مليار دولار.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه التغيرات انخفاض السيولة، تقلص التدفقات النقدية، وزيادة الديون تُعيد تعريف شركات التكنولوجيا على أنها أعمال رأسمالية كثيفة الاستثمار تعتمد على قرارات الإنفاق الرأسمالي أكثر من كونها شركات برمجيات فائقة القابلية للتوسع أو لاعبي الحوسبة السحابية التقليدية.

وأشار محلل التكنولوجيا في Raymond James، جوش بيك، إلى أن المستثمرين سيبدأون في استخدام مقاييس جديدة لتقييم الشركات، مثل عدد مستخدمي الذكاء الاصطناعي والعوائد المستقبلية المتوقعة من العقود مع مطوري الذكاء الاصطناعي.

وأظهر المستثمرون علامات نفاد الصبر تجاه الشركات التي لم تحقق أرباحاً كبيرة من إنفاقها على الذكاء الاصطناعي بعد، حيث انخفض سهم أمازون حوالي 5٪، وتراجع سهم جوجل نحو 2.5٪، وسط قلق أوسع من تبعات طفرة الذكاء الاصطناعي.

وتابعت الصحيفة أن إنفاق الذكاء الاصطناعي أصبح يضع شركات التكنولوجيا في وضع شبيه بصناعة أشباه الموصلات، حيث تُستثمر عشرات المليارات في بنية تحتية متطورة تستغرق سنوات لبنائها وتحقق عوائد بعد فترة طويلة، وهو ما ينطوي على مخاطر عالية إذا لم تتحقق الطلبات المتوقعة أو تم الاستثمار في تقنيات خاطئة.

كما يسلط التقرير الضوء على تحديات تخصيص موارد الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى ما صرحت به أمي هود، المدير المالي لمايكروسوفت، خلال مؤتمر مع المحللين في أكتوبر، بأن الشركة تمنح الأولوية لاستخدام قوة الحوسبة للذكاء الاصطناعي في أعمال البرمجيات التقليدية مثل حزمة Office، ما يقلل الموارد المتاحة لخدمة Azure السحابية سريعة النمو.

ويخلص التقرير إلى أن التحول في نموذج أعمال شركات التكنولوجيا يجعل المزيد من القرارات الصعبة والغير مؤكدة حول النتائج المستقبلية أمراً لا مفر منه.