Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

العالم يتكيف مع سياسات ترامب "أميركا أولاً" ويتجه للتنويع التجاري

9999

بعد عشرة أشهر من ولاية دونالد ترامب الثانية، يظل شعار "أميركا أولاً" غير شعبي خارج الولايات المتحدة، لكن الدول حول العالم بدأت التكيف مع برنامجه القائم على الاستقلال الاستراتيجي، والإكراه الاقتصادي، والدبلوماسية المعاملاتية، لتأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية.

وفقاًلمصادر بلومبيرغ نهار السبت, وعلى سبيل المثال، في سنغافورة، أعربت الحكومة في نيسان/أبريل عن استيائها من تحول الولايات المتحدة نحو الحمائية بعد إعلان ترامب عن تعريفات جمركية جديدة، محذرة من نشوء فصل في العلاقات الدولية أكثر حماية وخطورة. رئيس الوزراء لورانس وونغ وصف الخطوة الأميركية بأنها مخيبة للآمال وأشار إلى شعور بالخذلان، فيما تحدثت وزيرة الخارجية فيفيان بالاكريشنان عن "ظل يتشكل عبر العالم".

ورغم ذلك، قبلت سنغافورة الوضع الجديد بصبر، وأعلنت في ايلول/سبتمبر عن شراكة جديدة للتجارة والاستثمار مع 13 اقتصاداً متوسط الحجم، بينها نيوزيلندا والمغرب والنرويج، لتعزيز نظام التجارة القائم على القواعد. كما أشار وونغ إلى ضرورة المضي قدماً في خلق نظام عالمي ما بعد أميركا، مع إمكانية جمع أوروبا وجنوب شرق آسيا في اتفاقية تجارة حرة.

اما بالنسبة لانعكاسات سياسات ترامب على العالم , فقد فرض ترامب تعريفات جمركية بهدف إحياء الصناعة الأميركية، وزيادة الإيرادات، وإعادة صياغة شروط التجارة لصالح الولايات المتحدة. لكن الاقتصاديين يشككون في فاعلية هذه الإجراءات، مشيرين إلى أن الميزانية الفيدرالية لا تزال بعيدة عن القدرة على خفض الدين، وأن تكلفة العمالة في الولايات المتحدة تمثل تحدياً لأي انتعاش صناعي. ومع ذلك، قد يكون للحماية الاقتصادية تأثير متفاوت على الشركات والدول التي تسعى للوصول إلى السوق الأميركية.

في المقابل، بدأ شركاء التجارة العالميون البحث عن بدائل غير أميركية لتعويض المخاطر مثل:

-الاتحاد الأوروبي يوقع اتفاقية تجارة حرة مع كتلة ميركوسور في أميركا الجنوبية، ويجري محادثات ثنائية مع الهند والفلبين وتايلاند وماليزيا، كما بدأ مناقشات مع الإمارات.

-الهند وقعت اتفاقية تجارة مع المملكة المتحدة وتعمل على اتفاقيات مع أستراليا ونيوزيلندا وبيرو.

-بريطانيا تتفاوض مع مجلس التعاون الخليجي وتركيا وسويسرا، وكندا مع ميركوسور وASEAN.

في سنغافورة، أكد تشونغ مينغ تان، نائب رئيس صندوق ثيمسيك السيادي، أن التنويع الاقتصادي والتجاري يمثل فرصة لتحقيق نتائج رابحة للطرفين إذا اتُبع نهج التعاون بدل الصراع.

وفقاً لبلومبيرغ , في الوقت ذاته، تسعى الصين لملء الفراغ الذي خلّفه الانسحاب الأميركي، حيث دعا الرئيس شي جين بينغ خلال قمة APEC في كوريا الجنوبية إلى تعزيز التضامن والتعاون ورفض الحمائية والسياسات الأحادية. كما يناقش المنتدى موضوعات مثل دور الدولار كعملة احتياطية عالمية، وسط تصاعد الاهتمام بالعملات البديلة مثل اليوان، مع استمرار ارتفاع الدين الفيدرالي الأميركي إلى مستويات قياسية.

ختاماً , توضح تحركات الدول بعيداً عن شعار "أميركا أولاً" أن العالم بدأ إعادة توازن القوى الاقتصادية والتجارية، من خلال تنويع الشركاء التجاريين وتعزيز الأمن الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة، في حين سيُظهر المنتدى الاقتصادي الجديد في سنغافورة مدى تأثير السياسات الأميركية على النظام التجاري العالمي والاقتصاد الدولي.