Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

تضاعف تداول CDS لشركات التكنولوجيا إلى 4.2 مليار دولار

freepik__the-style-is-candid-image-photography-with-natural__98138

يتجه المقرضون والمستثمرون بشكل متزايد إلى أدوات التحوط تحسبًا لاحتمال تعثر هذه الشركات مستقبلاً، بينما تستعد شركات التكنولوجيا لاقتراض مئات مليارات الدولارات لتمويل استثماراتها في الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لما نقلته بلومبيرغ، يشهد السوق ارتفاعًا ملحوظًا في تداول المشتقات المالية التي تُستخدم للحصول على تعويضات في حال تخلف شركات التكنولوجيا الكبرى، المعروفة بـ"الهايبرسكيلرز"، عن سداد ديونها.

وتضاعفت تكلفة أدوات التحوط الائتماني المرتبطة بسندات أوراكل منذ أيلول/سبتمبر، في حين قفز حجم تداول مبادلات التخلف الائتماني المرتبطة بالشركة إلى نحو 4.2 مليار دولار خلال الأسابيع الستة المنتهية في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، مقارنة بأقل من 200 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب المحلل الائتماني في باركليز جيغار باتيل.

وقال جون سيرفيديا، الرئيس المشارك للتمويل من الدرجة الاستثمارية في JPMorgan، إن البنك بدأ يلاحظ تجدد اهتمام العملاء بمناقشات CDS بعد سنوات من التراجع، موضحًا أن الشركات الضخمة في قطاع التكنولوجيا أصبحت مقترضة بدرجة أكبر، ما دفع العملاء لزيادة التحوط. ورفضت أوراكل التعليق.

ورغم نمو التداول، لا يزال حجمه محدودًا مقارنة بحجم الديون المتوقع ضخها في السوق. إلا أن طلب المستثمرين على التحوط يعكس كيف باتت شركات التكنولوجيا تُهيمن على أسواق رأس المال في ظل سباقها لتطوير الذكاء الاصطناعي.

يتوقع محللو JPMorgan أن تصدر الشركات ذات التصنيف الائتماني المرتفع نحو 1.5 تريليون دولار من السندات خلال السنوات المقبلة. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة طرح سندات ضخمة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، من بينها بيع ميتا سندات بقيمة 30 مليار دولار في تشرين الأول/أكتوبر، وهو الأكبر في الولايات المتحدة هذا العام، إضافة إلى إصدار أوراكل سندات بقيمة 18 مليار دولار في أيلول/ سبتمبر.

ووفقًا لتقرير صادر عن JPMorgan، أصبحت شركات التكنولوجيا والمرافق وشركات مرتبطة بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي أكبر مكونات سوق السندات من الدرجة الاستثمارية، متقدمة على البنوك لأول مرة.

ومن بين أبرز المشترين لمقايضات التخلف الائتماني الآن البنوك التي ارتفع انكشافها على شركات التكنولوجيا مؤخرًا، إلى جانب مستثمرين في الأسهم يبحثون عن وسيلة تحوط أقل تكلفة من خيارات البيع (puts).

فعلى سبيل المثال، بلغت كلفة شراء حماية ضد تخلف أوراكل عن السداد خلال خمس سنوات نحو 103 آلاف دولار سنويًا مقابل كل 10 ملايين دولار من السندات المحمية، مقابل 9.9٪ تقريبًا من قيمة الأسهم في حال شراء عقود خيارات على انخفاض السهم بنسبة 20%.

ويعزز مخاوف المستثمرين تقريرٌ صادر عن MIT هذا العام، يُظهر أن 95% من المؤسسات لا تحقق أي عائد من مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي. كما أن تاريخ قطاع التكنولوجيا يُظهر إمكانية تراجع شركات كبرى نحو الاندثار، كما حدث مع Digital Equipment، مما يزيد احتمال تحول سندات آمنة اليوم إلى سندات عالية المخاطر لاحقًا.

وبعد طرح ميتا لسنداتها، بدأت مبادلات التخلف الائتماني الخاصة بها بالتداول لأول مرة. كما زادت التداولات على المشتقات المرتبطة بكورويب، التي تراجعت أسهمها مؤخرًا بعد خفض توقعاتها للإيرادات نتيجة تأخر أحد العقود.

وقبل الأزمة المالية العالمية، كان حجم تداول هذه المشتقات أعلى بكثير، إذ كان المتعاملون في البنوك وصناديق التحوط ومديرو محافظ القروض يعتمدون عليها لتعديل المخاطر. لكن بعد انهيار ليمان براذرز، انخفض حجم التداول بشكل كبير، ولا يتوقع خبراء عودته إلى مستوياته السابقة، خاصة مع توفر أدوات تحوط جديدة مثل صناديق المؤشرات المتداولة على السندات (ETFs) وتحسن سيولة الأسواق.

وقال سال نارو، المدير الاستثماري لصندوق Coherence Credit Strategies الذي يدير 700 مليون دولار، إن الارتفاع الأخير في تداول CDS مرتبط بشكل أساسي بتوسع بناء مراكز البيانات، مرجحًا أن يكون مؤقتًا.

مع ذلك، يؤكد متعاملون في البنوك ارتفاع النشاط، إذ ارتفع حجم التداول الإجمالي لمشتقات الائتمان المرتبطة بشركات فردية بنحو 6% ليصل إلى 93 مليار دولار خلال الأسابيع الستة المنتهية في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.

وقال دومينيك توبلان، رئيس استراتيجية الائتمان في الولايات المتحدة لدى باركليز: "النشاط ازداد بالفعل... وهناك اهتمام أكبر بلا شك."