ترامب على صفيح ساخن: تحقيقات ووثائق قد تهز أركانه السياسية

دونالد ترامب "الوكالة الوطنية للإعلام"
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أنه سيطلب من وزارة العدل التحقيق في علاقات الممول المدان جيفري إبستين، بعدد من الشخصيات، وهم الرئيس السابق بيل كلينتون، وزير الخزانة السابق لاري سامرز، المانح الديمقراطي الكبير ريد هوفمان، ومؤسسة "جي بي مورغان تشيس وشركاه".
فبحسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ، تأتي مطالبة الرئيس الأميركي، في أعقاب رسائل بريد إلكتروني جديدة قد أثارت تساؤلات حول علاقته هو نفسه بإبستين، حيث اتهم ترامب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الديمقراطيين باستخدام قضية إبستين لصرف الانتباه عن إخفاقاتهم، مؤكداً أن السجلات تظهر أن هؤلاء الأفراد قضوا أوقاتاً طويلة مع إبستين في جزيرته.
ووفقا لبلومبيرغ، أضاف ترامب أنه سيطلب من المدعية العامة بام بوندي، التحقيق في الأمر، إذ تتزامن خطوته مع تجدد الجدل حول مدى الكشف عن المعلومات الحكومية المتعلقة بإبستين، خاصة بعد أن أصدرت لجنة في الكونغرس الأربعاء الماضي، نحو 20 ألف صفحة من الوثائق.
في السياق نفسه، أفادة بلومبيرغ، أن الديمقراطيون قد سلطوا الضوء على رسائل بريد إلكتروني زعم فيها إبستين أن ترامب كان على علم بأنشطته، كما تضمنت إشارات إلى أن الرئيس الأميركي قد قضى ساعات في منزل مع إحدى ضحايا إبستين.
وجاء هذا الكشف بالتزامن مع توقيع النائبة الديمقراطية الجديدة من أريزونا، أدليتا غريجالفا، على عريضة لإجبار مجلس النواب بالتصويت على تشريع يلزم وزارة العدل بالإفراج عن ملفات إبستين، فيما أكد رئيس مجلس النواب مايك جونسون أنه سيطرح التشريع للتصويت الأسبوع المقبل.
من جانبه، رفض البيت الأبيض هذه الكشوفات حيث اعتيرها تسريباً انتقائياً يهدف لتشويه سمعة ترامب، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات.
في هذا الإطار، فإنه من المرجح أن يثير طلب الرئيس الأميركي بالتحقيق مع خصومه مخاوف بشأن تسييس وزارة العدل، خصوصاً بعد أن صرحت بوندي سابقاً بعدم وجود أدلة لجرائم أخرى تُوجّه لأي شخص غير إبستين نفسه.
أما فيما يخص الرئيس السابق بيل كلينتون، فقد نفى بدوره علمه بجرائم إبستين، بينما أعرب سامرز عن ندمه على علاقته بالممول، كما سوت "جي بي مورغان" قضايا متعلقة بعلاقاتها بالمتهم، مؤكدة أن الحكومة كانت لديها معلومات دامغة حول جرائمه وفشلت في مشاركتها معهم، مشيرة إلى أنهم لم يساعدوه في ارتكاب "أفعاله الشنيعة.
على مقلب آخر، تستمر التكهنات المُغذّاة من قِبل حلفاء ترامب بشأن قضية إبستين، مع استمرار التركيز على طبيعة علاقة الرئيس بالممول الراحل، وما قد تكشفه ملفات وزارة العدل من مستجدات. وفي المقابل، عبر الرئيس الأميركي عن استيائه الشديد من هذه التساؤلات، إذ أكد في تصريح سابق خلال شهر يوليو/تموز الماضي بلهجة حادة أنه ليس لديه ما يفعله مع هذا الرجل، نافياً بشكل قاطع زيارته للجزيرة المزعومة.
وتأتي هذه الشكوك المتزايدة بعد تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" حول رسالة عيد ميلاد نُسبت لترامب وموجهة لإبستين، وهي رسالة نفاها ترامب جملة وتفصيلاً، كما رفع بسببها دعوى تشهير ضد ناشر الصحيفة.
ويُشار إلى أن إبستين كان قد أقر بذنبه في تهم تتعلق بالتغرير بقاصرات في فلوريدا عام 2008، وتوفي منتحراً في زنزانته عام 2019 بينما كان يواجه محاكمة فيدرالية بتهم الاتجار بالقاصرات.
