Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

تحذير من إنهيار الأبنية بسبب السيول في لبنان

Screenshot 2025-11-15 172818

انهيار مبنى قديم (إنترنت)

حذّرت الهيئة اللبنانية للعقارات من التأثيرات الخطيرة للسيول على الأبنية القديمة والمتضررة، موضحة أن هذا التأثير يتفاوت حسب شدة السيل، طبيعة التربة، ونوعية البناء، مذكرة بأن ملف الأبنية المتضررة بسبب الحروب، تفجير المرفأ، أو الزلازل، لا يزال يشكل خطرًا حقيقيًا في مناطق واسعة.
وفي هذا الإطار، أكدت الهيئة في بيانها أن التأثير المباشر للسيول يظهر في تآكل التربة المحيطة بالأساسات، حيث يسبب تدفق المياه القوي انجراف التربة الداعمة للمبنى، مما يؤدي إلى هبوط أو تشققات في الجدران.
كما أوضحت الهيئة، أن تجمع المياه يفرض ضغطًا جانبيًا، الذي قد يؤدي إلى انحناء الجدران أو انهيارها في الحالات الشديدة، وهي ظواهر يُتوقع حدوثها في المناطق الجنوبية والضاحية الجنوبية وبعلبك والهرمل، مشيرة إلى خطورة تسرّب المياه داخل مواد البناء، مما يؤدي إلى تضعيف الخرسانة، انتفاخ المواد الإسمنتية، وصدأ حديد التسليح داخل الأعمدة والجدران، مؤكدا أن هذه الخطورة تبرز بشكل خاص في الأبنية التراثية والقديمة التي أُهملت صيانتها بسبب قوانين الإيجارات، أو الشروط الصارمة لمديرية الآثار ووزارة الثقافة.
وأضافت الهيئة أن الأبنية المهددة بالانهيار قد تتسبب في إعاقة البنية التحتية المحيطة وحياة المواطنين، مثل انهيار الطرق، انسداد المجاري، وتضرر شبكات المياه والصرف الصحي، مما سيضاعف من مستوى الخطر.
وفي السياق نفسه، أكدت الهيئة أن تأثير السيول لن يقتصر على الطرق، بل سيمتد إلى المباني غير المُعالَجة، خاصة تلك التي تحمل أضرارًا مسبقة، حتى وإن كانت بسيطة، لأنها تصبح أكثر عرضة لتفاقم التشققات التي تسمح بتسرب المياه إلى العناصر الإنشائية، ما سيُسرّع التآكل، ويُضعف صلابة الخرسانة وصدأ الحديد، محذرة من أن زيادة تآكل التربة قد تؤدي إلى هبوط إضافي في المبنى، مما قد يسبب ميلًا أو انهيارًا جزئيًا، كما قد ينهار أي جزء ضعيف أو غير مُعالَج، مثل سقف متشقق أو جدار متهالك، عند تعرضه لقوة المياه المتحركة.
وفي ظل بطء وتيرة أعمال الصيانة والترميم، دعت الهيئة إلى التحرّك السريع والجدّي من خلال تسريع صيانة الريغارات، قنوات تصريف المياه، إضافة إلى دعم الأبنية القابلة للترميم والتدعيم، وذلك لحماية الأرواح والممتلكات، وضمان عودة السكان بأمان، وتمهيدًا لعملية إعادة الإعمار.