القضاء الأميركي يأمر إدارة ترامب بإعادة تمويل منح جامعة كاليفورنيا

ذكرت وكالة بلومبيرغ أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعرضت لضربة قضائية عندما أمرت قاضية اتحادية بوقف تجميد أو تهديد بوقف الأموال الفيدرالية الممنوحة لجامعة كاليفورنيا، في إطار حملة ضغط وطنية لإجبار الجامعات المرموقة على تبني تغييرات سياسية متعددة.
وقالت بلومبيرغ إن قاضية المحكمة الجزئية الأميركية ريتا ف. لين أصدرت يوم الجمعة حكمًا لصالح تحالف من جمعيات أعضاء هيئة التدريس ونقابات الموظفين الذين اتهموا الإدارة بمحاولة كتم البحوث وخطاب الأكاديميين.
وقد ألغت القاضية الإلغاء الذي أقدمت عليه الإدارة في أواخر تموز/يوليو، والذي شمل نحو 584 مليون دولار من المنح الفيدرالية لمشاريع البحث في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وذلك بسبب مزاعم بأن قيادات الحرم الجامعي فشلت في منع المضايقات ضد الطلاب اليهود والإسرائيليين.
استهدفت إدارة ترامب عشرات الجامعات والكليات بتجميد التمويل كجزء من حملة لمراجعة برامج التنوع والرد على شكاوى معاداة السامية خلال الاحتجاجات الطلابية المتعلقة بحرب إسرائيل على غزة. وكانت جامعات مثل هارفارد وكولومبيا وبراون وكورنيل من بين الأهداف البارزة لهذه الحملة، وفق بلومبيرغ.
وأشارت القاضية لين في حكمها إلى أن النقابات، بقيادة الجمعية الأميركية لأعضاء هيئة التدريس الجامعي، قدمت "أدلة دامغة" على أن المسؤولين الفيدراليين تصرفوا بقصد الضغط على نظام جامعة كاليفورنيا باستخدام التحقيقات وتجميد التمويل لقمع الخطاب غير المرغوب فيه في الحرم الجامعي، ووصفت هذه "السلوكيات الانتقامية" بأنها غير دستورية.
ولم ترد بعد على طلبات التعليق من ممثلي جامعة كاليفورنيا أو وزارة العدل الأميركية أو البيت الأبيض.
وفي آب/أغسطس، اقترح البيت الأبيض تسوية بقيمة 1.2 مليار دولار مع الجامعة لحل هذه المزاعم، وتم الإعلان عنها في تشرين الأول /أكتوبر، حسب بلومبيرغ.
وقالت نقابات الموظفين في الدعوى إن طلب التسوية كان جزءًا من استراتيجية الإدارة لفرض "السيطرة الأيديولوجية على المؤسسات الأساسية في البلاد". وأكدت أن التسوية المقترحة لـ UCLA قد تقوض الحرية الأكاديمية بفرض سيطرة الإدارة على المناهج الدراسية والتوظيف والقبول في الجامعة.
واستعرضت القاضية لين خلال جلسة استماع في أوائلتشرين الثاني/نوفمبر تصرفات الإدارة ووصفتها بأنها قسرية، مؤكدة أن "الإدارة كانت تعاقب علنًا وجهات النظر التقدمية واليسارية" في الجامعات التابعة لنظام جامعة كاليفورنيا.
وكانت القاضية، المقيمة في سان فرانسيسكو والمعينة من قبل الرئيس السابق جو بايدن، قد أصدرت أمرًا مماثلًا هذا الصيف في دعوى جماعية سابقة من باحثي جامعة كاليفورنيا، يتطلب إعادة تمويل المنح، لكن الإدارة استأنفت الحكم أمام محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة التاسعة، التي استمعت للحجج يوم الجمعة، وفق بلومبيرغ.
واعتبرت الإدارة أن تجميد التمويل مبرر، مشيرة في مذكرات المحكمة إلى أن الوكالات قدمت تفسيرات كافية لسحب المنح، ووصفت سياستها بأنها "ضد التعامل مع كيانات لا تتخذ إجراءات كافية ضد أعمال التمييز ومعاداة السامية".
وحاولت الإدارة أيضًا الطعن على صلاحية النقابات لمقاضاتها بسبب تجميد التمويل، بحجة أن نظام جامعة كاليفورنيا لم يكن طرفًا في الدعوى، لكن القاضية رفضت طلب الحكومة لتقييد الأمر القضائي المؤقت ليشمل فقط الأفراد الأعضاء في النقابات، معتبرة أن "الضغط المزعوم يستهدف نظام جامعة كاليفورنيا بأكمله".
وأضافت بلومبيرغ أن بعض الجامعات في الساحل الشرقي مثل كولومبيا وكورنيل وبراون أنهت اتفاقات خاصة مع الإدارة لإعادة تمويل المنح المقطوعة، بينما اتخذت هارفارد مسارًا قضائيًا أكثر صرامة وفازت بأمر أولي لإعادة التمويل في وقت سابق هذا العام.
وفي كاليفورنيا، هدد الحاكم دافين نيوسوم بمقاضاة ترامب بسبب تخفيض التمويل لـ UCLA، إلا أن الدعوى لم تنشأ أبدًا، بحسب بلومبيرغ. وأشارت الوكالة إلى أن الصدام المستمر بين الحاكم والدائرة التنفيذية أعقد من جهود الجامعة للتفاوض على إعادة منح التمويل.
