CMA CGM تحذر من تراجع حاد في سوق الشحن العالمي وأرباح متراجعة في 2026

تستعد شركة CMA CGM SA، ثالث أكبر شركة حاويات في العالم لمواجهة عام صعب في سوق الشحن العالمي، وسط توقعات بانخفاض أسعار النقل البحري وارتفاع الطاقة الاستيعابية وانكماش حجم التجارة العالمية.
وأعلن المدير المالي للشركة، رامون فرنانديز، يوم الجمعة خلال عرض نتائج الربع الثال وفقا لما ذكرته بلومبيرغ، أن عام 2026 لن يكون عامًا إيجابيًا لقطاع الشحن، مؤكدًا أن الشركة التي تسيطر عليها عائلة سعده ستركز على ضبط التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية للاستعداد لـ12 شهرًا من التحديات.
ويعكس هذا التحذير حالة تقلب كبيرة في القطاع، الذي عانى في السنوات الأخيرة من تداعيات السياسات التجارية المتقلبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهجمات على السفن في البحر الأحمر. وبينما شهدت شركات الشحن أرباحًا قياسية خلال فترة الجائحة تشير تصريحات CMA CGM بحسب بلومبيرغ إلى احتمال تحول واسع في السوق في الأعوام المقبلة.
وأشار فرنانديز إلى أن سوق الشحن يتميز بدورات تقلب واضحة، موضحًا أن الشركة بحاجة إلى الاستعداد لسنوات صعبة بعد سنوات إيجابية، مع التأكيد على أن توقعات انخفاض حجم التجارة العالمية وأسعار الشحن ستؤثر على القطاع في 2026.
وفي السياق ذاته، ذكر الرئيس التنفيذي للشركة، رودولف سعده، أن الأشهر المقبلة من المرجح أن تشهد زيادة في الطاقة الاستيعابية بالسوق مع تراجع الطلب، مما يفرض على شركات الشحن الاستعداد لبيئة تجارية أكثر تحديًا.
وسجلت CMA CGM انخفاضًا كبيرًا في أرباح الربع الثالث، حيث هبط صافي الربح بنسبة 73% إلى 749 مليون دولار مقارنة بالعام الماضي، بينما انخفضت أرباح التشغيل إلى النصف وتقلصت هامشية الأرباح من 40% إلى 25%.
و نقلا عن بلومبيرغ تأتي توقعات الشركة الفرنسية في أعقاب خيبة أمل المستثمرين من توجيه أرباح منافستها الدنماركية A.P. Moller-Maersk A/S للعام الكامل ما يعكس حالة التحديات التي يواجهها القطاع ككل.
وتدير الشركة التي تتخذ من مرسيليا مقرًا لها أسطولًا يتجاوز 650 سفينة، إضافة إلى أعمال متنامية في مجالات الخدمات اللوجستية والشحن الجوي، ما يعكس استراتيجيتها للتوسع رغم التحديات المستقبلية.
وأوضح فرنانديز أن تقديرات الطلب على السفن الجديدة تشير إلى احتمال تجاوز CMA CGM لشركة Maersk لتصبح ثاني أكبر شركة حاويات في العالم بحلول نهاية 2027، بعد MSC Mediterranean Shipping Co السويسرية.
ويأتي ذلك في وقت تتعرض فيه عائلة سعده، التي تقدر ثروتها بنحو 34 مليار دولار وفق مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، لاهتمام متزايد من السلطات الفرنسية بشأن الضرائب على الثروة والأرباح، والتي قد تُدرج ضمن ميزانية فرنسا لعام 2026، مما يضيف تحديات إضافية للشركة والعائلة على حد سواء.
