الجزائر تحلق نحو السماء.. طموح سياحي جديد يقوده أسطول جوي متجدد

تستعد الجزائر لبدء مرحلة جديدة في تاريخها السياحي، حيث تقود شركة الخطوط الجوية الجزائرية هذا التحول الطموح عبر استلام نحو أربعين طائرة خلال السنوات القليلة المقبلة، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تحويل البلاد من دولة صحراوية كانت معزولة إلى وجهة سياحية عالمية تستقطب ملايين الزوار الباحثين عن تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والطبيعة الخلابة بحسب ما ورد عن بلومبيرغ.

ويشمل استلام الطائرات 32 طائرة كبيرة وصغيرة، بينها ثماني Airbus A330 واسعة الجسم وثماني Boeing 737 ضيقة الجسم، لتوسيع شبكة الرحلات الدولية، مع استهداف وجهات مثل الصين وماليزيا ودول أفريقية متنوعة، فيما تم شراء 16 طائرة توربينية ATR لتغطية الرحلات الداخلية، حسبما أعلن وزير الداخلية والنقل سعيد سايود خلال مراسم استقبال الطائرة الجديدة A330 في مطار الجزائر العاصمة، في حدث حضره كبار المسؤولين ومسؤولو القطاع الجوي والإعلام المحلي.

ووفقا لبلومبيرغ ,يضم أسطول الخطوط الجوية الجزائرية أكثر من 50 طائرة، أغلبها من طراز Boeing 737، وتغطي الشركة 33 وجهة داخلية و42 مدينة دولية، بما في ذلك لندن وبكين وباريس، وهو ما يمنح الجزائر القدرة على استقبال السياح الدوليين وتقديم شبكة نقل جوي متكاملة تربط بين المدن الكبرى والمناطق السياحية النائية.

وعلى الرغم من امتلاك الجزائر لمواقع أثرية رومانية ساحرة ومدن ساحلية خلابة على البحر المتوسط وسلاسل جبال الأطلس الشاهقة، إلا أن السياحة لم تحظَ بالاهتمام اللازم في السابق مقارنة بمصر وتونس والمغرب، مما جعل البلاد تُعتبر وجهة سياحية غامضة نسبيًا رغم ثرائها الطبيعي والثقافي.

لكن المشهد طاله تغيير , فقد أطلقت الحكومة برنامج التأشيرة عند الوصول في 2023 كخطوة أولى نحو فتح البلاد أمام السياح الدوليين، وهو ما يمثل جزءًا من استراتيجية شاملة لبناء قطاع سياحي متكامل. وتخطط الجزائر بحلول عام 2030 لاستقبال نحو 12 مليون زائر سنويًا، ما يعكس طموحها الكبير لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط والغاز وتعزيز مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني.

ويشير الخبراء إلى أن هذا التحول لن يؤثر على الطيران فقط، بل سيمتد ليخلق فرصًا اقتصادية هائلة في مجالات الفنادق، وخدمات الضيافة، والبنية التحتية، والنقل، وهو ما يجعل المستثمرين المحليين والأجانب يراقبون السوق عن كثب بحسب ما أوردته بلومبيرغ ,مستعدين لاستغلال الفرص التي سيتيحها تدفق السياح إلى المدن الساحلية، والمواقع الأثرية، والصحاري الرائعة التي لطالما بقيت مجهولة بالنسبة للعالم الخارجي.

وتؤكد هذه الخطوات أن الجزائر عازمة على تحويل سمائها وبنيتها التحتية إلى بوابة سياحية عالمية. وتقديم تجربة فريدة للزوار تجمع بين التاريخ الغني، والطبيعة البكر، والثقافة المتنوعة، وهو ما قد يعيد رسم خريطة السياحة في شمال إفريقيا ويضع البلاد على خارطة الوجهات العالمية الأكثر جذبًا للسياح الباحثين عن تجربة متكاملة بين التراث والمغامرة.