Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

علي بابا في خانة الاتهام: هدف المزاعم تشويه سمعتنا

6666

نفت شركة "علي بابا" الصينية العملاقة، السبت، صحة تقرير إعلامي أميركي اتهمها بتقديم دعم تقني للجيش الصيني في استهداف الولايات المتحدة، مؤكدة لوكالة فرانس برس أن الادعاءات الواردة في التقرير "خاطئة تماماً" وتشكل "عملية تشويه متعمّدة". وجاء النفي بعد ساعات من نشر صحيفة فايننشال تايمز لمعلومات وردت في مذكرة قالت إنها صادرة عن البيت الأبيض، تزعم أن الشركة زوّدت جيش التحرير الشعبي ببيانات حساسة تخص مستخدمين أميركيين.

وبحسب فايننشال تايمز، تتهم المذكرة علي بابا بتسليم بيانات تتضمن عناوين بروتوكول الإنترنت (IP)، ومعلومات شبكات الواي فاي، وسجلات الدفع، إلى السلطات الصينية، معتبرة أن هذه الممارسات تهدد الأمن القومي الأميركي. ورغم أن الصحيفة لم تتمكن من التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل، فإن نشرها أثار موجة واسعة من الجدل في واشنطن وبكين على حد سواء.

كما ردّت علي بابا عبر متحدث رسمي وفقاً لفرانس برس بوصف التقرير بأنه "مليء بالمزاعم والإيحاءات الزائفة"، معتبرة أن المذكرة المسربة جزء من "عملية علاقات عامة خبيثة" تهدف إلى تقويض الاتفاق التجاري الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الصين مؤخراً. كما شددت الشركة على أنها لم تقدّم أي بيانات لحكومات أجنبية بما يخالف القوانين الدولية أو المحلية التي تعمل ضمنها.

وفي السياق نفسه، نفت السفارة الصينية في واشنطن المعلومات الواردة في المذكرة، مؤكدة أن بكين "لا تطلب أبداً من الشركات أو الأفراد جمع بيانات في دول أجنبية بما يخالف القوانين المحلية". وجاء هذا الموقف على لسان المتحدث باسم السفارة ليو بنغيو، الذي شدّد على أن الصين تعارض جميع أشكال القرصنة الإلكترونية.

وتأتي هذه الاتهامات في ظل تنامي المخاوف الأميركية من استخدام الصين للتكنولوجيا المتقدمة في عمليات تجسس سيبرانية. فقد أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي "أنثروبيك" الخميس أنها أحبطت أول حملة تجسسية يُعتقد أنها نُفذت بشكل شبه ذاتي بواسطة الذكاء الاصطناعي، ونسبتها إلى مجموعة صينية مدعومة من الدولة تُعرف باسم GTG-1002.

على الجانب الصيني، حاولت وزارة الخارجية التخفيف من حدة الجدل، إذ قال المتحدث لين جيان إنه "غير مطّلع على تفاصيل التقرير"، لكنه أكد أن بكين "تكافح باستمرار الأنشطة السيبرانية غير القانونية". غير أن ما كشفته المذكرة المزعومة يعكس استمرار حالة الشك المتبادل بين القوتين، خصوصاً وسط سباق محموم على التفوق التكنولوجي.

وفقاً لفرانس برس , يأتي هذا السجال فيما تتصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة منذ عودة الرئيس ترامب إلى السلطة في كانون الثاني/يناير الماضي، إذ أعاد إشعال حرب تجارية قاسية قبل أن يتوصل إلى هدنة مؤقتة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ أواخر الشهر الماضي.

ورغم محاولات التهدئة، تُظهر التطورات الأخيرة أن ملف التكنولوجيا لا يزال ساحة مواجهة مفتوحة بين البلدين، وأن الاتهامات المتبادلة مرشحة للتصاعد مع تزايد الاعتماد على البيانات والذكاء الاصطناعي في المجالات الاقتصادية والأمنية على السواء.