ترامب يخفض الرسوم الجمركية على السلع الغذائية لدعم القدرة الشرائية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة أمراً تنفيذياً بخفض الرسوم الجمركية على مجموعة من السلع الغذائية الأساسية، بما في ذلك اللحوم البقرية والطماطم والقهوة والموز، في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغوط على المستهلكين في ظل ارتفاع الأسعار. وتأتي هذه الخطوة في وقت يزداد فيه قلق الناخبين الأميركيين بشأن تكاليف المعيشة، وتزامناً مع ضغوط على الإدارة لتقديم حلول عاجلة لمشاكل القدرة الشرائية.
وقالت البيت الأبيض إن الإعفاءات الجمركية ستطبق على سلع لا يمكن إنتاجها بكميات كافية في الولايات المتحدة لتلبية الطلب المحلي، وتشمل قائمة واسعة من المنتجات مثل جوز الهند والمكسرات والأفوكادو والأناناس. وفقاً لبلومبيرغ , أكدت الإدارة أن الإعفاءات ستدخل حيز التنفيذ بأثر رجعي اعتباراً من الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت نيويورك في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم ذكر اسمه، إن ترامب يلتزم بتنفيذ وعوده بالتفاوض على صفقات تجارية ثم تعديل الرسوم حسب الحاجة. وأضاف الممثل التجاري الأميركي جميسون جرير أن الخطة تتماشى مع استراتيجية ترامب الأوسع لإنشاء إعفاءات جمركية للسلع والقطاعات الرئيسية، موضحاً أن "هذا جزء طبيعي مما أشار إليه الرئيس، وهو ما يقوم به اليوم".
وجاء الإعفاء على اللحوم البقرية بعد إعلان ترامب أن الولايات المتحدة ستزيد مشترياتها من الأرجنتين، ما أثار احتجاجات من المزارعين والجمهوريين في الولايات الزراعية. وارتفعت أسعار اللحوم إلى مستويات قياسية وسط تقلص عدد المواشي المحلي، لكن الطلب المستمر جعل البلاد تعتمد بشكل متزايد على الواردات لسد الفجوة.
كما شهدت أسعار القهوة ارتفاعاً كبيراً، حيث سجلت سوق العقود الآجلة مستويات قياسية بعد فرض الرسوم على البرازيل التي أدت إلى تراجع واردات القهوة الأميركية من هناك بأكثر من 50٪ بين اب/أغسطس وتشرين الاول/أكتوبر. وإنتاج القهوة المحلي في الولايات المتحدة ضئيل، ما جعل البلاد تعتمد على استيراد الحبوب لتلبية الطلب المحلي.
وفقاً لبلومبيرغ , ومنذ يوليو، واجهت الصادرات البرازيلية احتمال فرض رسوم بنسبة 50٪، تشمل 10٪ رسوم متبادلة و40٪ إضافية كعقوبة على البرازيل بسبب محاكمة الرئيس السابق جاير بولسونارو، الحليف السابق لترامب. وتؤثر تغييرات الجمعة على الرسوم بنسبة 10٪ فقط، ما يعني استمرار الرسوم الإضافية بنسبة 40٪ على المنتجات الزراعية القادمة من البرازيل، وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض.
كما شملت الإعفاءات منتجات أخرى مثل الكاكاو وعصير البرتقال المجمد، وبعض المكسرات والفواكه الاستوائية، إضافة إلى العديد من أنواع الأسمدة والتوابل والبذور. وتشير التقديرات إلى أن واردات الولايات المتحدة من المنتجات الاستوائية التي لا يمكن زراعتها محلياً قد تصل إلى 39.4 مليار دولار هذا العام، أي حوالي 18٪ من إجمالي واردات البلاد الزراعية، بينما تمثل القهوة وحدها ثلث هذه القيمة.
وفي خطوة متزامنة، أعلنت الإدارة الأميركية صفقات مع عدة دول في أميركا اللاتينية، بما في ذلك الأرجنتين وغواتيمالا والسلفادور والإكوادور، تهدف إلى خفض تكلفة العديد من السلع التي لا تُنتج بكميات كبيرة في الولايات المتحدة، بما يعزز جهود الإدارة لتخفيف ضغوط الأسعار على المستهلكين الأميركيين.
