Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

"ترامب الصغير" يثير أزمات داخل الإدارة الأميركية ويعرقل صفقة إسكان قيمتها 9.4 مليارات دولار

photo_2025-11-16_00-22-46

بيل بولتي (اكس)

يبرز بيل بولتي، مدير وكالة الإسكان الفيدرالية، كإحدى أكثر الشخصيات إثارة للانقسام داخل الإدارة الأميركية، بعدما تسبب بسلسلة من التوترات وصلت إلى أعلى مستويات البيت الأبيض، وذلك وفق ما نشرته وول ستريت جورنال.

دخل بولتي خلال الصيف إلى المكتب البيضاوي مقدمًا عرضًا من طراز يعكس شخصيته؛ إذ حمل ملصقًا بأسلوب فيلم Ghostbusters يتضمن صور مسؤولين داخل الإدارة وحلفاء خارجيين محاطين بدوائر حمراء تشير إلى أنهم “الجهات المعرقلة”. ووفق مسؤولين، كان ذلك مثالًا على الطريقة التي يحاول بها بولتي كسب دعم الرئيس من خلال استهداف خصومه.

بولتي البالغ 37 عامًا، وريث ثروة عائلة تعمل في قطاع بناء المنازل، يشغل منصبًا منخفض الظهور نسبيًا لكنه يتولى إدارة فاني ماي و فريدي ماك، اللتين تدعمان نحو نصف الرهون العقارية في البلاد. وقد اكتسب لقب "ترامب الصغير" بسبب أسلوبه الصدامي وممارساته غير التقليدية.

منذ تعيينه، تسبب بولتي بسلسلة من الاضطرابات، بينها إعداد ملفات ضد خصوم الرئيس، وإقالة موظفي الرقابة والأخلاقيات الذين حققوا في سلوكه، إضافة إلى مهاجمة شركات في قطاع الإسكان. كما أثار غضبًا واسعًا بعد دعمه لفكرة الرهن العقاري لمدة 50 عامًا، التي لم تلقَ قبولًا حتى من اليمين.

وبينما يعتبره الرئيس شخصية وفية، فإن مسؤولين كبارًا يشعرون بأنه تجاوز صلاحياته، وجمعوا ملفات حول مخالفاته المحتملة وعيوبه السياسية، كما مارسوا ضغوطًا لاستبداله، لكن الرئيس قاوم تلك الضغوط.

عزّز بولتي موقعه داخل دائرة الرئيس من خلال عضوية في منتجع مارالاغو الفاخر، إلى جانب تبرعات كبيرة لصالح مجموعات مؤيدة لترامب. وبعد فوز الرئيس بانتخابات 2024، شوهد بولتي يتناول العشاء مع روجر ستون، كما طور علاقة مع دونالد ترامب الابن.

قبل أيام من تنصيب ترامب، أعلن الرئيس تعيينه لرئاسة FHFA، فرد بولتي عبر منصة X: "أنت أعظم رئيس في التاريخ".

شكاوى أخلاقية وتصعيد قانوني

في نيسان/ أبريل، أحال بولتي المدّعية العامة في نيويورك ليتيسيا جيمس إلى وزارة العدل، متهمًا إياها بتزوير وثائق للحصول على شروط قروض أفضل. لاحقًا، ظهرت شكوى داخل فاني ماي تزعم أن بولتي حصل بشكل غير قانوني على سجلات الرهن الخاصة بجيمس ومسؤولين ديمقراطيين.

تلقى المفتش العام بالإنابة جو آلن الشكوى وأحالها إلى النيابة العامة في فيرجينيا، لأنها قد تشكل مادة مهمة في دفاع جيمس. لكنه طُلب منه الاستقالة بعد فترة قصيرة، وطُرد نحو 12 موظفًا من أقسام الأخلاقيات والتحقيقات. وقد نفت FHFA ذلك، فيما قال بولتي إن عمليات الطرد كانت لضبط برامج “التنوع والمساواة”.

استهدف بولتي أيضًا جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي، والمحافظة ليزا كوك متهماً إياها بالاحتيال. وبعد أيام من اتهام بولتي، أعلن ترامب أنه سيقيل كوك، رغم أنها نفت تمامًا ارتكاب أي مخالفات.

وتشير مصادر إلى أن بولتي معروف بحمله لوحات ورقية إلى الاجتماعات لدرجة أن الموظفين يتساءلون عند غيابها: "أين اللوحات؟".

توتر مع فريق ترامب

قام بولتي بتعيين أوميد مالك، المؤسس المشارك لشركة 1789 كابيتال التي تضم ترامب الابن كشريك، في مجلس إدارة فاني ماي. لكن تحركاته أغضبت مستشاري الرئيس، خصوصًا بعد ظهوره المتكرر في ملعب الغولف الذي يرتاده ترامب، ما دفع البيت الأبيض للتنبيه بعدم تركه يقترب من الرئيس بمفرده.

في وقت سابق من العام، نشب خلاف حاد بين بولتي ووزير الخزانة سكوت بيسينت خلال عشاء خاص، وصل إلى حد تهديد بيسينت بضربه، بعد علمه بأن بولتي تحدث عنه سلبًا أمام الرئيس.

كما أخبر بولتي الرئيس أن المدعي العام الفيدرالي إريك سيبرت يعرقل توجيه اتهامات لليتيسيا جيمس. غضب الرئيس عندما قيل له إن سيبرت جرى ترشيحه بدعم من الديمقراطيين، قبل أن توضح كبيرة موظفي البيت الأبيض أن الأمر غير صحيح. وبعد ذلك، أُقيل سيبرت وحلّت محله ليندسي هاليغان التي حصلت على لائحة اتهام بحق جيمس في تشرين الأول/ أكتوبر.

معارك في قطاع الإسكان والرهون

عرقل بولتي صفقة استحواذ روكت على مستر كوبر بقيمة 9.4 مليار دولار، ما اضطر الرئيس للتدخل لإجباره على الموافقة. ونفت FHFA هذا الاتهام، مؤكدة الالتزام بإجراءات التدقيق.

كما نُقلت مزاعم أنه حاول دفع روكت للاستثمار في 1789 كابيتال، وهو ما نفاه بولتي وفريقه القانوني.

يدفع بولتي نحو طرح فاني وفريدي في اكتتاب عام، تحت مسمى "مؤسسة الرهن الأميركية العظمى"، فيما يحذر وزير الخزانة من أن الاستعجال قد يرفع أسعار الفائدة.

وسمح بولتي للشركتين بزيادة شراء الأوراق المالية المدعومة بالرهون، وهو سلوك مشابه لما حدث قبل أزمة 2008.

اجتماعات مثيرة للجدل مع شركات البناء

استدعى بولتي شركات بناء كبرى إلى وزارة التجارة وأخبرهم أنهم جزء من أزمة القدرة على شراء المنازل، مطالبًا ببناء المزيد وخفض الأسعار. اعتبر الحاضرون ذلك تدخلاً غير مألوف لأن FHFA لا تملك سلطة مباشرة على شركات البناء.

قالت FHFA إنها تبحث كل الطرق لزيادة القدرة الشرائية للسكن، بينما قال مسؤول في وزارة التجارة إن الاجتماع كان لطلب “أفضل الأفكار”.

قلق المستثمرين وصناعة الرهن

أجرى رئيس جمعية مصرفيي الرهن العقاري اتصالًا لطمأنة الأعضاء، قائلاً إن فاني وفريدي أكدا أن الأمور “أكثر استقرارًا مما يبدو”، مضيفًا: "أنتم لستم وحدكم إذا شعرتم أن الأمور تبدو غير مستقرة".