Contact Us
Ektisadi.com
صحة وغذاء

المشي لفترات أطول... مفتاح صحة القلب وطول العمر

Gemini_Generated_Image_5hfy1m5hfy1m5hfy

أظهرت دراسة دولية حديثة أن المشي لفترات أطول يوميًا حتى دون زيادة كبيرة في عدد الخطوات, يرتبط بانخفاض كبير في خطر الوفاة والإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية بحسب ما نشرته وول ستريت جورنال, فقد كان المشاركون الذين يمشون في جلسات لا تقل عن 15 دقيقة أقل عرضة للوفاة بنسبة 83% مقارنة بمن يمشون في فترات قصيرة لا تتجاوز خمس دقائق، كما انخفض لديهم خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية بنسبة 68%.

الدراسة، التي أجريت بين عامي 2006 و2010، شملت 33,560 متطوعًا بالغًا من بريطانيا، تراوحت أعمارهم بين 40 و79 عامًا، بمتوسط 62 سنة، وكان معظمهم يمارسون نشاطًا بدنيًا محدودًا ويخطون يوميًا أقل من 8,000 خطوة. وقد استبعد الباحثون من الدراسة الأشخاص المصابين بالسرطان أو الأمراض القلبية. ارتدى المشاركون أجهزة لتسجيل الحركة لمدة سبعة أيام لتحديد نمط المشي المعتاد لديهم، ثم تم تصنيفهم وفق طول فترة المشي في كل جلسة: أقل من 5 دقائق، 5–10 دقائق، 10–15 دقيقة، وأكثر من 15 دقيقة.

على مدى 9.5 سنوات، راقب الباحثون معدلات الوفاة والإصابة بالأمراض القلبية الوعائية بين المشاركين. وأظهرت النتائج أن المشي لفترات أطول يوميًا يوفر فوائد صحية أكبر من مجرد تراكم خطوات قصيرة على مدار اليوم، دون الحاجة لمشي ساعات طويلة وغفا لما اوردته وول ستريت جورنال .وقد تبين أن الفوائد كانت واضحة حتى للأشخاص ذوي النشاط المحدود، الذين زادوا مدة جلسات المشي دون زيادة كبيرة في العدد الإجمالي للخطوات.

وقال إيمانويل ستاماتاكيس، أحد مؤلفي الدراسة ومدير Mackenzie Wearables Research Hub بجامعة سيدني: "نميل عادة إلى التركيز على عدد الخطوات اليومية فقط، لكن نمط المشي نفسه يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز صحة القلب. حتى الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في الجلوس يمكنهم تحسين صحة قلبهم بمجرد المشي لفترات أطول، ويفضل أن تكون كل جلسة بين 10 و15 دقيقة على الأقل."

وأكد الباحثون أن العلاقة بين طول فترة المشي والفوائد الصحية لم تتغير حتى بعد استبعاد المشاركين الذين كانوا ضعفاء جسديًا أو أبلغوا عن صحة متوسطة أو ضعيفة، كما لم تؤثر تعديلات النتائج وفق سرعة المشي أو السعرات الحرارية أو المؤشرات البيولوجية على النتائج. وهذا يشير إلى أن المشي لفترات أطول يمكن أن يكون مفيدًا بغض النظر عن مستوى النشاط البدني العام للفرد.

ورغم هذه النتائج الإيجابية، ونقلا عن وول ستريت جورنال ,حذر الباحثون من صعوبة إثبات العلاقة السببية بشكل مطلق فقد يكون المشاركون الذين يمشون لفترات أطول أكثر صحة منذ البداية. إذ تبين أن الأشخاص في الفئة التي تمشي أقل من خمس دقائق يوميًا كانوا أكثر كسلاً، وأكثر عرضة للوزن الزائد أو السمنة، وأقل احتمالًا لحمل شهادة جامعية، بينما كان المشاركون في جلسات المشي الأطول أكثر نشاطًا، بوزن طبيعي، وأكثر تعليمًا.

ولتقليل أي تحيز، أجرى الباحثون تحليلات إضافية بعد استبعاد المشاركين الضعفاء جسديًا أو من لديهم صحة متوسطة أو ضعيفة، ووجدوا أن النتائج بقيت متسقة مع التحليلات الأصلية، مما يعزز مصداقية النتائج ويشير إلى أن طول فترة المشي نفسه له دور مهم في الفوائد الصحية.

وأشار أيدن دوهرتي، أستاذ المعلوماتية الطبية الحيوية في جامعة أكسفورد، إلى أن الدراسة أُجريت من قبل بعض أبرز الباحثين عالميًا في مجال النشاط البدني وطرحت مفهومًا جديدًا حول تأثير نمط المشي على الصحة، لكنها بحاجة إلى تكرار في دول مختلفة للتأكد مما إذا كانت النتائج سببية أم مجرد ارتباط.

وفي الختام، حث الباحثون البالغين على ممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًا، مؤكدين أن كل حركة مهمة للصحة. وأضافوا أن التركيز لا يجب أن يكون على عدد الخطوات فقط، بل أيضًا على كيفية تقسيم المشي وطول كل جلسة، حيث يمكن لجلسات المشي الطويلة أن تحقق فوائد صحية كبيرة حتى لأولئك الذين لا يمارسون النشاط البدني بانتظام.