أبوظبي تدرس بيع حصة من أوريدو بأكثر من 500 مليون

شعار هيئة أبوظبي للاستثمار
تبحث هيئة أبوظبي للاستثمار عن خيارات لخفض جزء من ملكيتها في شركة الاتصالات القطرية أوريدو، وفقًا لأشخاص مطّلعين على المداولات الدائرة داخل الصندوق، في خطوة قد تفتح الباب أمام واحدة من أكبر عمليات التخارج في قطاع الاتصالات الخليجي خلال الفترة المقبلة.
وفقًا لبلومبيرغ، قال الأشخاص الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، نظراً لحساسية الموضوع وسرية المحادثات، إن الهيئة تدرس خطة محتملة لجمع ما بين 500 و600 مليون دولار عبر بيع جزء من حصتها. وتمتلك الهيئة، المعروفة اختصارًا بـ أيديا، نحو 10% من أسهم أوريدو، تُقدّر قيمتها السوقية بحوالي 1.26 مليار دولار.
وبحسب المصادر، فإن النقاشات ما تزال مستمرة ولم تصل بعد إلى قرار نهائي، إذ لا يزال حجم الصفقة وتوقيت تنفيذها قيد البحث، ويعتمد بشكل أساسي على أوضاع السوق ومدى قدرة المستثمرين على استيعاب أي عملية بيع كبيرة في أسهم الشركة خلال الفترة المقبلة.
ورفض ممثلون عن هيئة أبوظبي للاستثمار التعليق على المعلومات المتداولة، بينما لم تُصدر شركة "أوريدو" أي رد فوري على الاستفسارات بشأن عملية التخارج المحتملة.
وسجّل سهم أوريدو ارتفاعًا يقارب 24% منذ بداية العام، ما يعكس أداءً قوياً للشركة في وقت تشهد فيه أسواق الاتصالات الخليجية تحولات استراتيجية. وكانت الشركة قد رفعت نطاق توزيعات الأرباح الشهر الماضي، مستندة إلى ما وصفته بـ"قوتها المالية"، وذلك بعدما حققت زيادة بنسبة 6% في صافي الربح المعدّل على أساس سنوي، ليصل إلى 843 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
وتُعد "أوريدو" إحدى أكبر شركات الاتصالات في المنطقة، ويملك جهاز قطر للاستثمار نحو 53% من أسهمها، فيما تمتلك الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية في قطر ما يقارب 12.7%، وفق بيانات بلومبيرغ.
وتُشرف هيئة أبوظبي للاستثمار على أصول تتجاوز تريليون دولار، ما يجعلها أكبر صندوق سيادي في منطقة الخليج وأحد أبرز المستثمرين عالمياً. وخلال السنوات الأخيرة، اتجهت الهيئة نحو اعتماد نهج أكثر ديناميكية يعتمد على البيانات والتحليل المتقدم، بهدف تسريع القرارات الاستثمارية وتحسين الأداء في ظل تقلبات الأسواق العالمية.
ويأتي بحث "أيديا" عن خفض حصتها في "أوريدو" في سياق إعادة تقييم واسعة لمحافظها الاستثمارية، مع سعي الصندوق إلى تعزيز السيولة وتنويع الأصول، في وقت يشهد القطاع التقني والاتصالات منافسة متزايدة وعمليات إعادة هيكلة في عدة أسواق إقليمية وعالمية.
