Contact Us
Ektisadi.com
تكنولوجيا

من محركات البحث إلى الرعاية الصحية… توسّع عمالقة التكنولوجيا لتثبيت قبضتهم

.

سيطرة شركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك وجوجل وأمازون وأبل لا تعتمد فقط على قدراتها التقنية أو إستثماراتها في الذكاء الإصطناعي، بل على إستغلالها لكسل المستخدمين، عبر خلق "شرانق الراحة" الرقمية التي تجعل الإنتقال إلى المنافسين مهمة شاقة للغاية، وفق ما ذكرت بلومبيرغ.

وأشار التقرير إلى أن هذه الشركات إستثمرت منذ حوالي عام 2015 بشكل كبير في خلق بيئات مريحة للمستخدمين، تهدف إلى جعلهم أقل رغبة في التحول إلى منافسين، قبل أن تضخ مليارات الدولارات في الذكاء الإصطناعي لحماية مكانتها وتعزيز الإعتماد على منصاتها، وهو ما يُفسر جزئيًا سبب إستمرار سيطرتها على السوق.

بلومبيرغ أوضحت أن شركات التكنولوجيا الكبرى طورت نفسها إلى نظم بيئية شاملة، تهدف إلى تلبية أكبر عدد ممكن من إحتياجات الإنسان بأقل جهد. فهي تسعى لتكون كل شيء أو تقريبًا كل شيء للجميع في كل وقت. فمثلًا، جوجل توسعت من محرك بحث إلى تصنيع الهواتف، وإدارة يوتيوب وخدمات التلفزيون، مع إستمرار توسيع نطاقها. أما أبل، التي بدأت كشركة حواسيب، أصبحت تقدم الأجهزة القابلة للإرتداء وخدمات الصحة والمحتوى التلفزيوني. أمازون، التي بدأت كمتجر كتب، تحولت إلى متجر شامل لكل شيء، وأضافت البث المرئي (2011)، والبقالة (2017)، والرعاية الصحية (2023).

وأكد التقرير أن الإحتفاظ بالمستخدمين أولوية قصوى في أي صناعة، لكن بالنسبة للمنصات التكنولوجية التي تعتمد قيمتها على تأثيرات الشبكة التي تقوى مع نموها فإن ذلك يصل إلى أقصى حد. في كليات إدارة الأعمال، يُعرف هذا بخلق "تكاليف التحويل" أو بشكل أكثر حيوية "إحتجاز المستهلكين". بعيدًا عن ضجة الخوارزميات المعقدة، فإن جوهر ما تقوم به هذه الشركات هو جعل المستخدمين أقل رغبة في المغادرة.

وشرح التقرير مصطلح couchlock المستعار من ثقافة الإسترخاء، أي العجز عن الحركة بعد الشعور بالراحة، كمجاز للحالة الرقمية التي تهدف المنصات إلى خلقها، إذا نجحت، فإن فتح حساب جديد على وسائل التواصل الإجتماعي أو التسوق في مكان آخر غير أمازون سيشعر المستخدم وكأنه مهمة ثقيلة جدًا.

وأضافت بلومبيرغ أن هذه الإستراتيجية دفعت المنصات الكبرى إلى السعي لجعل نفسها بمثابة نظم شاملة تغطي أكبر عدد ممكن من إحتياجات المستخدمين، بهدف تعزيز إعتمادهم على خدماتها. ويتيح هذا التوسع فرصًا كبيرة لتحقيق الأرباح، إذ يشبه نموذج المنصة الرقمية الكازينو، حيث تجمع الرسوم والإنتباه والبيانات من مئات الملايين من المستخدمين، إضافة إلى البائعين والمعلنين الذين يشغلون المنصات أيضًا.

وأشار التقرير إلى أن إستثمارات الشركات في الذكاء الإصطناعي تهدف جزئيًا إلى صد المنافسين الجدد، مثل OpenAI، الذين قد يشكلون تهديدًا لمحركات البحث أو الخدمات السحابية، عبر إستخدام الذكاء الإصطناعي لتعزيز سيطرتها وحماية مواقعها الإحتكارية.

وأوضحت بلومبيرغ أن هناك طريقتين أساسيتين لتحقيق ذلك. الأولى، إستراتيجية تقليدية تتمثل في جعل الأمور أسهل، من خلال توفير مساعدين آليين للمهام الرقمية، بحيث يصبح من الصعب الإستغناء عنهم. وقد أظهر إستخدام الناس لـ ChatGPT لتسهيل هواياتهم مدى حرصهم على الطريق الأسهل، مما يعكس الإعتماد المتزايد على منصات التكنولوجيا الكبرى.

من محركات البحث إلى الرعاية الصحية… توسّع عمالقة التكنولو... | Ektisadi.com | Ektisadi.com