ترامب يتحرك لخفض الرسوم الجمركية وإبرام اتفاقات تجارية لخفض تكاليف المعيشة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهار الخميس وفقاً لبلومبيرغ استعداده لخفض رسوم جمركية واسعة على السلع الغذائية وإبرام سلسلة اتفاقات تجارية جديدة مع دول أميركا اللاتينية، في خطوة تهدف إلى معالجة ارتفاع أسعار المواد الأساسية وطمأنة الناخبين القلقين من تكاليف المعيشة. وتشمل الاتفاقات المبدئية الجديدة كلاً من الأرجنتين وغواتيمالا والسلفادور والإكوادور، مع إعفاءات جمركية على منتجات شائعة مثل لحوم البقر والموز والبن.

وتأتي هذه التحركات بعد انتصارات انتخابية للديمقراطيين الأسبوع الماضي في سباقات برزت فيها قضايا القدرة على تحمل تكاليف المعيشة. كما تدرس إدارة ترامب إعفاءات أوسع تطال منتجات غذائية رئيسية، بينها القهوة والفواكه، في محاولة لخفض فواتير البقالة التي أثقلت كاهل الأميركيين لسنوات.

كما أوضح مسؤولون كبار أن التغييرات المرتقبة في الرسوم تأتي استجابة لأوامر تنفيذية أصدرها ترامب تطلب تحديد المنتجات غير المزروعة محلياً لإعفائها من الرسوم. وأكد البيت الأبيض أن الإدارة تعتمد “استراتيجية مرنة ومتعددة المسارات” في ملف التجارة.

ويُعد الاتفاق مع الأرجنتين أبرز ما أُعلن عنه، إذ يتيح فتح الأسواق المتبادلة لعدد من السلع، ويمنح الشركات الأميركية وصولاً تفضيلياً لأسواق الأدوية والآلات والكيماويات وتكنولوجيا المعلومات والأجهزة الطبية. كما تشمل الاتفاقات مع دول أميركا الوسطى خفض رسوم على صادرات أساسية مثل البن والموز.

وفقاً لبلومبيرغ , توقّع مسؤولون اكتمال الاتفاقات الإطارية خلال أسبوعين، مشيرين إلى أنها تركز على إعفاء منتجات محددة مع توقع أن ينقل تجار التجزئة والجملة هذه المكاسب إلى المستهلك الأميركي. كما أشارت الإدارة إلى تقدم في محادثات مع سويسرا لخفض الرسوم على الساعات والشوكولاتة.

ويأمل ترامب أن تساعده هذه الخطوات في تغيير الانطباع بأنه أهمل معالجة ارتفاع الأسعار. وفي الوقت الذي يعيد فيه بعض الرسوم الجمركية إلى مستويات ما قبل توليه المنصب، تؤكد الإدارة أن خفض الحواجز التجارية في أميركا اللاتينية سيمنح دفعة للشركات الأميركية رغم صغر حجم التبادل التجاري مع بعض هذه الدول.

بالإضافة, تشكّل الاتفاقات دعماً للرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي يسعى لفتح اقتصاد بلاده الهش رغم المخاوف المحلية من ضعف القدرة التنافسية للصناعات الوطنية. كما ستزيل الولايات المتحدة رسوماً على بعض الموارد الطبيعية والمواد المستخدمة في الصناعات الدوائية.

وفي ما يتعلق بتجارة اللحوم، اتفق الجانبان الأميركي والأرجنتيني وفقاً لبلومبيرغ على تحسين شروط النفاذ المتبادل إلى سوق لحوم البقر، في وقت تواجه إدارة ترامب انتقادات من مربي الماشية الذين يخشون تضرر الإنتاج المحلي من زيادة الواردات الأجنبية. وتعمل الإدارة على تهدئتهم عبر خطط لتعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع مساحات الرعي الفدرالية.

في السياق ذاته ورغم عدم اكتمال تفاصيل الاتفاق الشامل، تحدّ القيود المفروضة على دول ميركوسور من قدرة الأرجنتين على إبرام اتفاقات واسعة خارج التكتل، لكنها تستطيع التفاوض على ما يصل إلى 50 منتجاً لإعفائهم من التعرفة الموحدة.