المخاطر الجيوسياسية تدفع شركات السيارات الأوروبية لإعادة تصميم سلاسل توريدها

تتحرك شركات السيارات الأوروبية لإيجاد طرق لاستبعاد المكوّنات المصنوعة باستخدام أجزاء قادمة من الصين، بعدما أثارت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة التي ظهرت بوضوح في أزمة شركة Nexperia وسيطرة بكين على تصدير المعادن النادرة مخاوف كبيرة لدى المصنعين.
وبحسب بلومبيرغ، فإن عدداً من شركات السيارات يضغط على مورديها للبحث عن بدائل دائمة لأشباه الموصلات الصينية، كخطوة لحماية عملياتها من الاضطرابات التجارية، وفق ما ذكرته مصادر مطّلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها. وفي السياق، قال ماتياس زينك، رئيس لوبي موردي السيارات في أوروبا CLEPA، إن القطاع يفكر في تغييرات أوسع على سلسلة التوريد ليتكيف مع التحوّلات الجيوسياسية.
وأضاف زينك، وهو أيضاً رئيس قسم أنظمة الدفع والهياكل في Schaeffler AG: "لقد تلقّينا بالفعل إشارات مبكرة، أسئلة من قبيل: كيف يمكنكم تزويدنا من دون هذا الاعتماد على الصين؟"
تأتي هذه التحركات بعد الاضطراب المفاجئ في الإمدادات الشهر الماضي لدى Nexperia المملوكة للصين، حيث تصاعد النزاع عندما حظرت بكين تصدير أجزاء أساسية من مصانع Nexperia في الصين، ردًا على استحواذ هولندا على عمليات الشركة داخل أراضيها.
وسرعان ما امتدت تداعيات الأزمة إلى الشركات التي تعتمد على هذه الشرائح منخفضة التقنية ولكن الحيوية. فقد خفّضت Honda Motor Co. توقعات أرباحها السنوية بعد وقف الإنتاج في بعض مصانعها، فيما قلّصت كل من ZF Friedrichshafen AG و Robert Bosch GmbH أكبر مورّد لقطع السيارات في العالم وتيرة إنتاجهما. كما شكّلت Volkswagen AG و BMW AG فرق عمل خاصة للبحث عن مصادر بديلة لأشباه الموصلات، بينما ارتفعت أسعار هذه المكوّنات بشكل حاد.
وقالت سابنا أملاني، المسؤولة عن ممارسات سلسلة الإمداد العالمية في Moody’s، تعليقًا على أزمة Nexperia: "بالنسبة لقادة المشتريات، هذه ليست مجرد أزمة مؤقتة… إنها إشارة إلى خطر هيكلي: القرارات الجيوسياسية يمكن أن تعيد تشكيل اقتصاديات التوريد بشكل فوري."
وعلى الرغم من تحقيق الحكومات بعض التقدم نحو حل الأزمة، وورود تقارير تفيد باستئناف عمليات التسليم، فإن النزاع في Nexperia لا يزال قائمًا، ما يبقي مخاوف نقص الإمدادات في الواجهة.
