وزير الأمن الإسرائيلي يعلن إغلاق إذاعة الجيش بعد 76 عامًا من البث

اذاعة الجيش الاسرائيلي (سوا الاخبارية)
في خطوة مثيرة للجدل داخل إسرائيل، أعلن وزير الأمن يسرائيل كاتس عزمه إغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي نهائيًا بحلول الأول من آذار/ مارس 2026، معتبرًا أن الوقت قد حان لإعادة تعريف العلاقة بين الإعلام والجيش.
وقال كاتس إن الهدف من القرار هو إعادة هيكلة منظومة الإعلام العسكري وتوجيه مواردها نحو مجالات أمنية وعملياتية أكثر أهمية. وقد شُكّل بالفعل فريق خاص داخل وزارة الأمن يتولى الإشراف على تنفيذ الخطة ومتابعة شؤون العاملين فيها.
لكن الإعلان لم يمر بهدوء, إذ أثار عاصفة من ردود الفعل المتباينة فبينما يرى مؤيدو القرار أنه إصلاح تنظيمي ضروري، اعتبره معارضون ضربة لحرية الصحافة ومحاولة لتكميم أحد الأصوات الإعلامية الأكثر تأثيرًا في إسرائيل.
المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، عبّرت عن مخاوفها من أن يؤدي القرار إلى تدخل سياسي في البث العام، مشددة على ضرورة مناقشة أبعاده القانونية قبل التنفيذ، بينما حذّر نائب المستشار القانوني من المساس بمبادئ حرية التعبير.
من جانبه، برر كاتس قراره بالقول إن وجود إذاعة مدنية تحت إدارة الجيش "ظاهرة لا مثيل لها في أي دولة ديمقراطية"، مشيرًا إلى أن المحطة تحولت في السنوات الأخيرة إلى منبر يوجَّه فيه النقد للجيش وجنوده، ما أضر بمكانة المؤسسة العسكرية والمعنويات العامة.
وتعد إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي انطلقت عام 1950، من أقدم وأهم المؤسسات الإعلامية في البلاد، إذ لعبت دورًا رئيسيًا في تغطية الأحداث السياسية والعسكرية، وكانت بوابة انطلاق لعدد من أبرز الصحافيين الإسرائيليين.
وبحسب لجنة الفحص التي درست مستقبل الإذاعة، طُرحت عدة خيارات، منها تحويلها إلى وحدة عسكرية تُعنى بالتوعية والسلامة العامة أو إغلاقها بالكامل.
أما منظمة الصحافيين الإسرائيلية فقد أعلنت رفضها المطلق للقرار، متعهدة بالعمل على منعه، ووصفت الخطوة بأنها “محاولة لإسكات صوت إعلامي مستقل وضربة قاسية لحرية الصحافة”.تُعد إذاعة الجيش الإسرائيلي (غاليه تساهل) واحدة من أقدم مؤسسات البث في إسرائيل وأكثرها تأثيرًا. تأسست رسميًا بعد سنّ قانون "سلطة البث" عام 1956، الذي أقرّه الكنيست الإسرائيلي لتنظيم نظام البث العام على غرار هيئة الإذاعة البريطانية. ووفقًا للقانون، يُعيَّن قائد الإذاعة مباشرة من قبل وزير الدفاع، الذي يحدد أيضًا طبيعة المواضيع العسكرية التي تتناولها البرامج.
وتضم شبكة الإذاعة محطتين تبثان بالعبرية على موجات AM وFM إلى جميع أنحاء إسرائيل، ويمكن التقاط بثهما أيضًا في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وجنوب لبنان. ويقع مقرها الرئيسي في مدينة يافا، حيث استمر البث منها لأكثر من ستة عقود قبل أن يعلن وزير الدفاع في حزيران/يونيو 2018 نيته نقلها إلى القدس.
تركز المحطة الرئيسية في الشبكة على بث الأخبار والتعليقات السياسية والاقتصادية، إضافة إلى المقابلات الصحافية والبرامج التعليمية بالتعاون مع الجامعات الإسرائيلية، إلى جانب برامج مخصصة للجنود للتواصل مع عائلاتهم. أما المحطة الثانوية فتعنى ببث الموسيقى، وتقديم تحديثات حول حركة السير، ونصائح للسائقين
